خلال شهر نونبر 2002 ظهر فيروس قاتل في جنوب الصين، وخلال أقل من عام تسبب المرض ـ الناتج عن فيروس يعرف اختصارا ب SARS (Severe acute respiratory syndrome) ( متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد) ـ في اصابة أكثر من 8000 شخص، توفي منهم أكثر من 700. اختفى المرض بعد ذلك، ويقول باحثون الآن أنهم اكتشفوا لأول مرة فيروسا شبيها بفيروس SARS في الخفافيش بجنوب الصين.
سبق لباحثين آخرين، سنة 2005، أن وجدوا ADN فيروسي في ثلاثة أنواع من الخفافيش الصينية. لكن ورغم تشابهها بنسبة 88 إلى 92% مع ADN فيروس سارس فهي تظهر اختلافا مهما في المنطقة الرامزة لبروتين مسؤول ـ عند فيروس سارس ـ عن الارتباط بالخلايا البشرية وبالتالي تسهيل دخوله اليها. هذا الاختلاف يعني عدم قدرة هذا الفيروس على اصابة خلايا الانسان. وبسبب اعالة بعض القطط لفيروسات شبيهة بفيروس سارس البشري فقد اعتقد الكثير من الباحثين أن الفيروس ينتقل من الخفافيش الى القطط قبل المرور الى الانسان.
يقترح البحث الجديد المنشور في مجلة نايتشر Nature أن الخفافيش خزان طبيعي لفيروس سارس، وأن القطط قد لا تكون ضرورية في انتشار الوباء. وللتوصل إلى هذه الخلاصة قام باحثون من الصين، استراليا والولايات المتحدة الأمريكية بجمع عينات من فضلات الخفافيش في مغارة بجنوب الصين، فاكتشفوا وجود ARN (مادة وراثية) يعود لمجموعة من الفيروسات ينتمي اليها سارس وتسمى Coronavirus (فيروسات اكليلية) في 27 من بين 117 عينة. ومن بين هذه الفيروسات سلالتان جديدتان تشبهان سلالة سارس أكثر من تلك التي اكتشفت سابقا في الخفافيش سنة 2005، وخصوصا فيما يخص البروتين المسؤول عن التثبيت على الخلايا البشرية.
المصدر : 1
الناشر : 2
الصورة:
Libiao Zhang/Guangdong Entomological Institute/South China Institute of Endangered Animals
الكاتب: