هو أبو يوسف يعقوب بن اسحاق بن الصباح الكندي، ولد بالكوفة في قبيلة كنده سنة 805م، حيث كان والده أميرا على الكوفة. كان عالما شغوفا بالعلم منذ صغره، فأتم حفض القرآن و الكثير من الأحاديث وهو لا يتجاوز الخامس عشر من عمره. سافر بعدها لطلب العلم، حيث ٱنتقل إلى البصرة لتعلم علم الكلام فأمضى فيها ثلاث سنوات، و لكن فضوله للمعرفة دفعه لتعلم اللغتين السريانية و اليونانية، فأتقنهما بعد عامين ليأسس بعدها فريقا و مدرسة للترجمة، فترجم مؤلفات أرسطو و غيره من العلماء اليونانيون.
عاصر الكندي ثلاثة من الخلفاء العباسيين و هم المأمون و المعتصم و الموكل، إضافة إلى علماء فلك على غرار سند بن علي و بنو موسى.
يعد الكندي من أعضم الفلاسفة المسلمين في عصره، فبالإضافة إلى شهرته كفيلسوف، فقد كان أيضا عالما بالرياضيات و الفلك و الفيزياء و الطب و الصيدلة و الجغرافيا. أسس لإستخدام الرياضيات في الكثير من العلوم حيث ٱعتبرها علما أساسيا يدخل في الهندسة و المنطق و الحساب و حتى الموسيقى، إذ ٱستعان بها و بالسلم الموسيقي اليوناني الذي ٱخترعه فيثاغورس، ليضع أل سلم للموسيقي العربية.
قال عنه المؤرخ ابن النديم: “يعقوب بن إسحاق الكندي فاضل دهره وواحد عصره في معرفة العلوم القديمة بأسرها“، كما اعتبره باحث عصر النهضة الإيطالي جيرولامو كاردانو “واحدًا من أعظم العقول الاثنى عشر في العصور الوسطى“.
ضمت كتبه مختلف العلوم كالمنطق والفلسفة والهندسة والحساب والفلك وغيرها، فكانت له مؤلفات أهمها: “كتاب الحث على تعلم الفلسفة“، رسالة في تقريب وتر الدائرة“، “رسالة في كيمياء العطر“، “رسالة في ظاهريات الفلك“، “رسالة في المد والجزر“، “رسالة في تأليف الأعداد“.
توفي الكندي في بغداد في عهد الخليفة المعمد سنة 873م.
الكاتب: