تعاني حوالي 40 بالمئة من الساكنة المغربية فوق 15 سنة من اضطرابات عقلية، حسب ما جاء في النسخة الخامسة من منتدى تأثير الصحة النفسية الأخير بالدار البيضاء، وهي نسبة مرشحة للارتفاع، مما جعل الصحة النفسية أولوية في الاستراتيجيات الجهوية لوزارة الصحة بالمغرب (2012-2013).
تخلف شديد في النمو وعيوب خلقية في القلب و الكلى والدماغ يمكن أن تسبب إعاقة ذهنية واضطرابات سلوكية. تلك بعض مظاهر الاختلال السلوكي التي قد يتعرض لها الأطفال الذين كانت أمهاتهم تشرب الكحول و هم أجنة في بطونها.
ولدراسة مدى تأثير الكحول على الأطفال، وامتداد هذا التأثير عبر الزمن، لجأ باحثون أمريكيون من مؤسسة “سابان” للبحوث في مشفى الأطفال بـ “لوس أنجلوس” إلى تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لأطفال عاديين وآخرين معرضين لمتلازمة الجنين الكحولي (Fetal alcohol syndrome) (أنظر الصورة) أثناء مزاولتهم لتمارين عقلية معينة.
استمرت المقارنة طوال سنتين، وخرجت بنتائج متباينة بين الفريقين، خاصة فيما يتعلق بالنشاطات الذهنية و القدرات الإدراكية.
لاحظ الباحثون وجود اختلافات من حيث النشاط الدماغي عند المجموعتين: ترتفع شدة النشاط الدماغي مع مرور الوقت عند الأطفال السليمين، فيما تنخفض هذه الشدة عند الأطفال المصابين بمتلازمة الجنين الكحولي، خصوصا على مستوى المنطقة الأمامية والصدغية والجدارية.
في الحالات العادية، تلعب فترات الطفولة والمراهقة أهمية بالغة في نمو الدماغ. وتتطور قدرته على التذكر و الانتباه تدريجيا مع مرور الوقت. وقد خلص البحث إلى أن التعرض للكحول خلال المرحلة الجنينية يمكن أن يعيق هذا النمو على المدى الطويل.
الكاتب: