image_pdfimage_print

من كان يتصور أن يؤول المشهد إلى ما هو عليه اليوم؟ فمع كل هاته الهياكل العملاقة والصروح الشامخة والمواد السحرية يكاد المرئ يجد لنفسه مخرجا وهو يميز بين العظيم والأعظم. ففي البداية لم يكن الإنسان يعرف سوى الطين والقش، بهما شيد مبانيه وحمى نفسه من قساوة المحيط، لكن ليس بعد أن بزغ نور الحضارة الرومانية، فمعهم بدأت معالم عصر جديد عندما زاوجوا بين الكلس والصخور البركانية وشيدوا بذلك أعرق المنشآت، البانثيون، الذي لازال يشهد له التاريخ كأضخم بناية إسمنتية غير مدعمة.

على مر العصور لم يدخر المهندسون جهدا لتطوير أفكار إبداعية لبناء منشآت أضخم وأقوى وأكثر رونقا وجمالية، فكانت من بين النتائج الجسور ذات العوارض والأساسات المضادة للزلازل والجدران الستائرية … لكن، هل حقا بلغ الإنسان القمة المنشودة؟ أم أن المستقبل لازال يخفي الكثير؟ هل حقا سيأتي يوم نتخلص فيه من صخب عمال البناء وتسند المهمة إلى أسراب من جساميل مستقلة ومتناهية الصغر؟ هل ستكفي السنوات المتبقية لنشهد منشآت ذاتية التصليح؟ وهل سيأتي فعلا يوم تختفي فيه محطات الوقود عندما تعجز عن مضاهاة طرق ذكية تغذي سياراتنا الكهربائية؟

 تلك كلها أسئلة وسط أخرى، قد يكون الجزم في جوابها الآن أمرا نسبيا، لكن ما لا يقبل الشك والاحتمال أن في جعبة الإنسان الكثير. فقط إبقوا قريبين ولباقي الحلقات متابعين حيث سنكتشف وإياكم أكثر إنشاءات المستقبل القريب إثارة و إبداعية.

 

المصدر: كيف تعمل الأشياء

 


الكاتب: أيوب المدن
المدقق اللغوي: رشيد لعناني