تمكن باحثون مؤخرا من إنتاج حيوانات منوية قادرة على تخصيب بويضة ناضجة عند الفئران انطلاقا من خلايا جذعية. وتُعد هذه التجربة الأنجح من نوعها، وتفتح الأبواب للقضاء في المستقبل القريب على العقم المتعلق بالحيوانات المنوية لدى البشر.
تمر الخلايا المنسلية (خلايا المبيض والخصيتين) لدى الثدييات من مراحل معقدة حيث تتعرض لإنقسامات عديدة، من بينها الإنقسام الإختزالي الذي يحولها من خلايا ثنائية الصيغة الصبغية (2n) الى أحادية الصيغة الصبغية (n)، لتصبح بعد ذلك، إما حيوانات منوية لدى الذكور او بويضات لدى الإناث. وأي خلل في سلسة الانقسامات هاته لدى الذكور، يؤدي غالبا إلى ظهور حيوانات منوية مشوهة أو غير كاملة أو غير قادرة على إخصاب البويضة، تنتج عنه حالة من العقم الذكوري. هذا الأمر الذي جعل العلماء بفكرون في طرق فعالة لإنتاج حيوانات منوية قادرة على إخصاب البويضة في المختبر.
ونشرت مؤخرا دورية الخلايا الجذعية تفاصيل دراسة قام بها فريق من العلماء على خلايا جذعية جنينية للفئران باعتماد بروتوكول تجريبي يتمثل في وضع خلايا جنينية في وسط ملائم يدعى الوسط N2B27، يتكون من حمض الريتينويك (الفيتامين أ) و الأنسولين، ثم وضع الكل في بيئة مشابهة لبيئة الخصية من خلال إضافة الهرمونات الضرورية لعمليات التحويل الخلوي.
وقد تمكن الفريق من الحصول على حيوانات منوية مشابهة تماما للحيوانات المنوية العادية كما أنها جاهزة لإخصاب البويضة، ولإثبات ذلك، قام الفريق بحقن بويضات أنثى الفأر بالحيوانات المنوية المحصل عليها عن طريق التلقيح الضم-سيتوبلاسمي، وبعدها نقلت البويضات المخصبة إلى رحم أنثى فأر جاهزة للحمل نتج عنه حمل ناجح أدى إلى ولادة فئران في صحة جيدة.
وعن أمكانية تطبيق هذه التقنية عند البشر، تقول جياهاو شا عضو فريق الباحثين من الجامعة الطبية لنانيينغ الذي قام بالعملية: “إذا تأكدنا أن العملية ستنجح لدى البشر، سنكون قادرين على المضي قدما في تقنيات إنتاج حيوانات منوية فعالة وقادرة على الإخصاب في المختبر، لأن العديد من تقنيات الاخصاب المجهري الحالية لا تعمل بشكل جيد لدى العديد من الأزواج الذين يعانون من العقم. وبهذه التقنية الجديدة نأمل أن نتمكن من تحسين معدلات إخصاب عالية لدى الرجال المصابين بالعقم”
الكاتب:
المدقق اللغوي: