عُثر مُؤخرا على جزءٍ من عظم فكٍّ سُفلي بشري في منطقة عفار في الشمال الشرقي لإثيوبيا، ويعتبر أقدم أُحُفورة للجنس البشري “Homo” وُجدت إلى الآن ، وذلك حسب ما صرّح به عالم الحفريات، براين فيلمور، من جامعة نيفادا.
KAYE REED
أُرِّخَت هذه الأحفورة لما يقارب 2.8 مليون سنة خَلَت، في حين أن أقدم أحفورة اكتُشفت سابقا تعود لحوالي 2.4 مليون سنة، أي أحدث من هذا الفكّ ب 400 ألف سنة.
و قام جيولوجيون في جامعة ولاية بنسلفانيا، بتقدير عمر هذه الأحفورة عن طريق دراسة الصخور البركانية التي تحيط بالموقع، فأظهرت نتائج تحليل النظائر المشعّة، أن عمرها يُقدّر بحوالي 2.8 مليون. وتقع عفار في منطقة تشهد ظاهرة التوسُّع التكتوني، حيث ترسّبت هذه الصّخور، وتعرّضت للحت ولفوالق جيولوجية مكّنتها من الإستسطاح.
و قد عُثر على هذه الأحفورة القيّمة ذات الرمز “LD 350-1” من قِبل عالم الحفريات الإثيوبي كلايشو سيوم، من جامعة ولاية أريزونا، خلال حملة البحث عن الحفريات التي انطلقت في يناير من عام 2013 في موقع Ledi-Geraru بعفار، إثيوبيا. و هي منطقة اشتُهرت لدى علماء الحفريات بكثرة بقايا أسلاف الإنسان فيها، و من أهمها “لوسي” و هي من الحفريات الأكثر شُهرة لأسلاف الجنس البشري التي اكتشفت عام 1974 و تعود إلى ما يقارب 3.2 مليون سنة .
يتميز هذا الفكّ بأسنان صغيرة الحجم وعظام ذات بنية بشرية، في حين أن منطقة دمج الأسنان في الفك السفلي ترجع لنوع أسترالوبيثكس (أشباه البشر). هذه الأحفورة الجديدة المكونة من أجزاء بشرية بدائية وأخرى بشرية حديثة، تُوَضح بشكل جيّد عملية الانتقال بين هذين النوعين. أي أن منذ حوالي 2.8 مليون سنة بدأ الإنتقال من جنس أسترالوبيثكس الى جنس هومو القادر على استخدام الأدوات الحجرية و المشي بسهولة على قدمين.
هناك نظرية ظهرت سنة 1975 تقول أن هذا التطوّر راجع للتغيرات المناخية التي شهدتها المنطقة مما أدى إلى الجفاف، فالأنواع الأكثر تكيفا مع هذا المناخ الجاف السائد آنذاك هي التي استطاعت البقاء على قيد الحياة.
و يقول كاي ريد من جامعة ولاية أريزونا أن هذا غير كاف لدعم النظرية القائلة بأن تغيّرات الوسط هي السبب المباشر لظهور جنس هومو البشري، و يجب البحث عن المزيد من الحفريات لإثبات ذلك.
المصدر: ساينس
الكاتب: