“يوجد شيئان فقط :الذرات و الفراغ، كلما عدا ذلك مجرد رأي” هذا ماقاله ديموقريطس انذاك دفاعا عن وجود الذرات كمكون أساسي للمادة و ردا على تصورات الفلاسفة الإغريقية المدافعة عن نظرية العناصر الأربعة المكونة للكون : الماء والنار والتراب والهواء، بعد 2300 سنة تبين أن ديموقريطس كان محقا. توالت النماذج و الاراء و المناظرات العلمية و التي ساهم فيها العديد من علماء أوروبا بالخصوص، من بوهر وشرودينغر و دبروغلي و رترفورد و جون طومسون و غيرهم. رغم أن النموذج الحالي للذرة و الذي وضع أسسه كل من شرودينغر و دوبروغلي بعيد كل البعد في جميع تفاصيله عما تصوره ديموقريطس، إلا حديث ديموقريطس عن الذرة في سنوات قبل الميلاد، كانت ثورة بحد ذاتها، إنها بمثابة ثورة النانوتكنولوجيا و الكوانتم في عصرنا الحالي.
تمثل الصورة مقطعا عرضيا لصفحية من سبائك المغنزيوم تم تنشيطه بذرات الكالسيوم و الأنديوم، عرض هذا المقطع يقارب سمك أربع ذرات مجموعة
أما هذه الصورة فقد التقطت باستعمال المجهر النفقى الماسح و يظهر سطح صفيحة مكونة من الذهب، حيت تظهر بجلاء ذرات الذهب متراصة بشكل منتظم.
تمثل الصورة التالية صورة ذرة الهيدروجين باستعمال المجهر الكمي و تظهر بوضوح السحابة الالكترونية لذرة الهيدروجين :
تصوير مجهري لمقطع من صفيحة مكونة من سبيكة النحاس و الفضة، حيث تظهر الذرات بشكل واضح :
يساعد هذا الفيديو و الذي يحمل العنوان التالي “هل سبق لك أن رأيت الذرة “على فهم الذرة و المادة على المستوى الميكروسكوبي :
لقد كان ديموقريطس محقا منذ البداية…لقد كان سابقا لعصره عندما كان الوحيد الذي اقترح وجود هذه الجسيمات الدقيقة في وقت كان فيه الإنسان بعيدا كل البعد عن أي رؤية علمية، أتصور كم ستكون صدمة أرسطو كبيرة إذا تمكن من إلقاء نظرة واحدة عبر فتحة المجهر الماسح الكمي، كم سيكون ندمه كبيرا إذا علم أن تسفيهه لديموقريطس في المناظرة التي جمعتهما و دفاعه عن نظرية العناصر الأربعة كان خطأ كبيرا تطلب تصحيحه أكثر من 2000 سنة.
مصادر الصور :
- دروية سكريبتا ماتيرللا 2014
- دورية فيزيكال روفيو ليترز 2013
- موقع ويكيبديا/ النسخة الانكليزية
- مجلة كوسموس
الكاتب: