image_pdfimage_print

تقوم أقدم الصَّحَارِي في العالم بالتوسُّع غرباً لتبتلع السفن الراسية على شواطئها الأطلسية، فكيف يحدث هذا؟

شهدت بواكير القرن العشرين العديدَ من حوادث استعصاء السفن على الشواطئ الغربية لدولة ناميبيا الواقعة على الساحل الغربي للقارة الإفريقية إلى الشمال الغربي من دولة جنوب إفريقيا. تلك السواحل التي تتصل فيها الكثبان الرملية مع المحيط الأطلسي بمشهد طبيعي خلَّاب ومثير للدهشة، تعاني سنوياً من هبوب العديد من العواصف الرملية والغبار، مؤدِّيةً إلى حجب الرؤية على امتداد مساحات واسعة في البر وكذلك داخل مياه المحيط القريبة، والتي تمر فيها خطوط الملاحة البحرية المحاذية للقارة الإفريقية غرباً.

عندما كانت تقنيات استشعار السفن أقل تطوُّراً بكثير من الآن، علِقت عشرات السفن في الرصيف القاري لسواحل دولة ناميبيا، وتحديداً قُبالة ساحل الموت أو كما يُسمَّى حديثاً “ساحل الهياكل العظمية”، حيت تعد المياه هناك قليلة العمق وضحلة أيضاً. من أشهر تلك السفن العالقة سفينة (إدوارد بولن) وهي سفينة شحن كبيرة ذات حمولة 272 طن، والتي علقت هناك حوالي العام 1909.

الجديرُ بالذِّكر، أنَّهُ وبعد مرور قرن من الزمن غدَت هذه السفن ترسوا في قلب الصحراء بمسافة تزيد عن 500 متر بعيداً عن المياه عميقاً في اليابسة. هذا وقد أوضحت البحوث والمسوح الجغرافية والمناخية الحديثة بأن العواصف الرملية التي تهب كل عام، تحمل آلاف الأطنان من الرمال إلى المحيط، وهذا الزحف للكثبان الرملية يوسِّع مساحة اليابسة على حساب مساحة المحيط الأطلسي عاماً بعد عام.

ليس هناك معدَّل مستقر لهذا الزحف حيث أن قوة الرياح واتجاهها يلعبان الدور الأكبر في تحديد ذلك كل عام، ولكن وسطياً نستطيع القول أن التمدد السنوي للكثبان الرملية داخل المحيط يتفاوت بين 5 – 10 أمتار قد تزيد أو تنقص قليلاً.

crédit: CNN

المصدر:سي إن إن

 


الكاتب: عزيز ايت بنتي