image_pdfimage_print

هوليود، ذلك العالم الذي جعل على مدى سنوات طوال من صيحات العلوم مادة خصبة، فاستبق الحديث عن الحاسوب الشخصي وشاشات اللمس، وعن الهولوغرام والسيارات ذاتية القيادة، وكل ذلك، على بعد عشرات السنين قبل أن تصبح هذه التقنيات واقعا بديهيا، أمر يجعلنا نقف احتراما لمن تقف مخيلته خلف سيناريوهات الخيال العلمي تلك.

لكن مع ذلك، فهذه الأفلام لم تَسلم في أغلب الأحيان من فخ المبالغة أو سوء تقدير لسرعة سير العلوم، ومن الأمثلة الشاهدة هي طريقة تناول فيلم الإكس ماشينا لموضوع الذكاء الصناعي، حيث وفي إحدى المشاهد ارتأت الشخصية (الآلة) أڨا قتل رجل في حين تركت رجلا آخر يعيش. مشهد يحمل بين ثناياه سؤال عميقا: هل حقا سيصل ذلك اليوم الذي ستوضع فيه البشرية تحت رحمة حواسيب خارقة الذكاء تكتسب كل ما نعرفه من أحاسيس ومشاعر؟

الجواب على هذا السؤال يأتي على لسان أحد أيقونات هذا المجال، يان لوكون ، رئيس مختبرات فايسبوك في الذكاء الصناعي، والذي حاول إبراز بعض المغالطات التي تشوب موضوع الذكاء الصناعي وكيف سيكون عليه في المستقبل القريب.

المغالطة الأولى: الجساميل المتطورة ستحمل مشاعر.

الذكاء الصناعي الذي نتوفر عليه اليوم لايشبه بأي حال من الأحوال الشخصية أڨا، فهذه الأخيرة تدخل ضمن ما يسمى بالذكاء الاصطناعي العام، الذي لازلنا بعيدين عنه بعقود، هذا الحقل يعنى بخلق آلات قادرة على الوصول لمستوى الذكاء البشري والقيام بشتى المهام التي يقوى عليها الإنسان العادي. آلات سترى وتسمع وتتكلم و”تمنطق” وتتفاعل. أما ما نتوفر عليه حاليا فيسمى الذكاء الاصطناعي المحدد الذي يمتاز بمهام محددة جدا كتداول الأسهم أو حل بعض التحديات الرياضية.

بخلاصة، فالذكاء الصناعي سيكون مركزا على أنظمة متخصصة لن تحمل أية عواطف. فسيارتك المستقبلية ستبرمج فقط على القيادة الذاتية دون أي نوع من الأحاسيس.

المغالطة الثانية: الجساميل ستطور مشاعرها بتلقائية.

وال-إي  فيلم آخر عالج ذات الموضوع وأخفق بدوره في التزام الواقعية، فالآلة الضاغطة وال-إي ستجرب مع تطور الأحداث بعض المشاعر البشرية كالخوف والهلع والحب، لكن في الحقيقة هذا النوع من السيناريوهات مستبعد كذلك مادامت هذه المشاعر لن تضفي أية إضافة على كفاءة عمل الآلة. بعبارة أخرى، فإن أضطررنا إلى إدماج آلاتنا بأحاسيس معينة فسيكون ذلك أولا تحت سيطرتنا الكاملة، ثم ثانيا سيقتصر الأمر فقط على رغبتنا في جعل هذه الآلة أكثر جاذبية ومتعة لنتفاعل معها.

المغالطة الثالثة: أحاسيس الجساميل ستشبه أحاسيس البشر.

فإن حدث أن أراد البشر برمجة الجساميل على مشاعر معينة فلن تشبه بأي حال من الأحوال نوع المشاعر التي نعرفها، فالأحاسيس الخاصة بالآلة ستكون بدائية جدا مقارنة بتلك لدى البشر، ستعكس فقط الهذف الذي برمجت لأجله.

فالطريقة التي تُدرب بها الجساميل حاليا تعتمد على مبدأ الإشراف، فيلعب النظام دور التلميذ والباحث دور المعلم، وتماما كالتلميذ البشري سيُعرف النظام على معيار النجاح الذي يجب عليه استيفائه بنجاح.

 

المصادر: techinsider

 


الكاتب: أيوب المدن
المدقق اللغوي: رشيد لعناني