كيف نعرف أن شخصا ما يكذب علينا؟ يتولى الدماغ، وبدون إدراكنا، تدوين كل الإشارات غير المحسوسة التي تشي بالكاذب. إنه يطلق شعورا غامضا يجب أن نعرف كيف ننصت إليه.
إن أفضل كاشف للكذب هو أنت نفسك. لكنك لا تدرك ذلك. لماذا؟ لأنه بمجرد أن تحاول أن تعرف بشكل موضوعي إن كان شخص ما يكذب أم لا، يصبح دماغك أعمى تجاه كل التفاصيل غير المحسوسة التي يرسلها جسمه، وجهه وصوته.
للوصول إلى هذه الإشارات اللاشعورية الخفية، يجب أن تستمع إلى حدسك وأن تحاول أن تنصت إلى ذلك الصوت الضعيف الذي يهمس في أذنك. “لا أعلم لماذا أحس أن هذا الشخص لا يقول الحقيقة”. هذا ما يسميه علماء النفس الكشف اللاشعوري عن الكذب.
في مقالهم الذي نشر بمجلةScience Psychological ، عرضت لين تن برينك وزملاؤها للمشاركين في الاختبار، مقاطع فيديو لأشخاص يقولون أشياء كاذبة أو حقيقية. بعد ذلك، طلب منهم القيام بعملية قد تبدو سهلة، تتلخص في تصنيف الكلمات التالية في أسرع وقت ممكن: ثقة، صادق، مخادع، باطل، نزيه، غش، صحيح، وذلك بوضعها في إحدى هاتين المجموعتين: كذب أو حقيقة. لكن قبل عرض كل كلمة، كان الباحثون يعرضون على شاشة الحاسوب وجه أحد الأشخاص المعروضين سابقا (كاذب أو صادق)، وهذا خلال مدة قصيرة جدا (17 جزء من ألف في الثانية) تكفي للإنتباه للصورة وإدراكها.
وقد لاحظ الباحثون أنه بعد تمييز صورة كاذب بطريقة لاشعورية، كان الأشخاص المشاركون في التجربة يصنفون بسرعة الكلمات المرتبطة بالكذب. وبعد الرؤية اللاشعورية لصور الصادقين، يصنفون بسرعة الكلمات المرتبطة بالحقيقة.
التفسير بسيط ومفاجئ: دماغنا “اللاواعي” يتعرف على علامات الكذب من خلال الوجوه. عندما تعرض عليه مثل هذه العلامات بطريقة لاشعورية (عن طريق صور خاطفة)، تصله صورة الكذب، وهذا ما يفسر تصنيفه السريع للمفاهيم المرتبطة بالكذب.
بصيغة أخرى، لا تحاول أن تبحث لدى الآخرين عن علامات الكذب. فوعينا لا يستطيع فعل ذلك. اكتف بقضاء بعض الوقت مع ذلك الشخص. فدماغك يسجل كل شيء. بعد ذلك، دع إحساسك ينطلق. بماذا تحس؟ هل شعرت بالثقة أم لا؟ إن أكثر ما يلزمنا تطويره هو القدرة على الإنصات إلى حدسنا في مثل تلك الظروف. إذا نجحت في ذلك، فلاوعيك سيرشدك إلى الطريق الصحيح.
الكاتب: