أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، عالم مسلم من اواسط آسيا برع في الرياضيات والفلك وعلم الانساب وعلم الانسان، ولد عام 973 م في خوارزم بإقليم خراسان الذي يقع اليوم في جمهورية أوزبكستان. تكريما لإسهاماته في علم الفلك، أطلقت الناسا اسمه على فوهة من فوهات سطح القمر سنة 1970.
كان موسوعي المعرفة ولقبه المستشرقون الغربيون ببطليموس العرب نسبة الى العلامة اليوناني الشهير ويذهب بعض مؤرخي العلوم مثل الألماني إدوارد سخاو 1930م إلى إعتبار البيروني أعظم عقلية عرفها التاريخ. .اهتم البيروني بالعلوم التطبيقية فكانت له دراسات حول دوران الشمس ودوران الارض حول محورها في الفلك، وأدرك البيروني العلاقة الوطيدة بين هذا العلم وعلم الحساب، وكان أول من تناول خطوط الطول والعرض وحدد أماكنها، وقدم مفهوم دوران الأرض حول محورها، ودرس الأوج الشمسي وحركته وعلاقته بالأرض، كما كان من آوائل العلماء الذين ناقشوا مصطلح الجادبية الارضية ومن الرواد الذين قالوا بأن للأرض خاصية جذب الأجسام نحو مركزها، وقد تناول ذلك في آراء بثها في كتب مختلفة، ولكن أشهر آرائه في ذلك ضمنها كتابه “القانون المسعودي“. وفي علم الجبر توصل الى حسابات جديدة في علم المثلثات والدوائـــر أيضا.
ومن المسائل الفيزيائية التي تناولها البيروني في كتاباته ظاهرة تأثير الحرارة في المعادن، وضغط السوائل وتوازنها، وتفسير بعض الظواهر المتعلقة بسريان الموائع، وظاهرة المد والجزر وسريان الضوء، فقد لاحظ أن المعادن تتمدَّد عند تسخينها، وتنكمش إذا تعرضت للبرودة.
لم يكن البيروني فقط محبا و ملما ببعض العلوم الحقة فقد كان أيضا فيلسوفا ومؤرخا، كتابه “الآثار الباقية عن القرون الخالية” خصصه لمن سبق عصره من الامم والشعوب و استعرض فيه معتقدات وأخبار الامم المندثرة.
المصدر : uqu.edu.sa
الكاتب: