اكتشف العلماء جمجمة متحجرة تعود لثاني أكبر حيوان ثديي عاصر الديناصورات. عاش هذا الكائن قبل 66 إلى 72 مليون سنة وينتمي إلى مجموعة من الثدييات تسمى (gondwanatherians)، والتي كانت تجوب “غوندوانا”، وهي كتلة قارية بدأت بالانشطار قبل 180 سنة لتعطي أمريكا الجنوبية وأستراليا وأنتاركتيكا و إفريقيا وشبه الجزيرة العربية ومدغشقر والهند.
في السابق كل ما يعرفه الباحثون عن هذه الكائنات كان من خلال أسنانها وقطع من عظام الفك. لكن في دراسة جديدة نشرت في مجلة “نايتشر” يصف الباحثون جمجمة كاملة لنوع جديد من المجموعة. وقد تم استخراج الجمجمة التي يبلغ طولها 12,4 سنتمترا بشكل غير متوقع من كتلة من الحجر الرملي، مليئة بمستحاثات الأسماك، يتم التنقيب فيها بمدغشقر. واعتمادا على طول الجمجمة، يحتمل أن الكائن يزن حوالي 9 كيلوغرامات، وهذا ما يجعله على الأرجح أكبر ثديي في ذلك الوقت. يتميز الكائن، الذي وضع ضمن جنس جديد يسمى (Vintana)، بكونه آكلا للنباتات ويتوفر على أسنان أمامية دائمة النمو تشبه نظيرتها عند القوارض، بالإضافة إلى أضراس ذات سطوح مسحولة ومائلة نحو الخارج وأقوى مرتين مقارنة مع القوارض من نفس الحجم.
يذكر الباحثون أنه، وبشكل مفاجئ، يحتوي الأنف والحنك والجزء الخلفي من الجمجمة على عظام اعْتُقِدَ لمدة طويلة أنها فقدت قبل تطور الثدييات. وقد أظهر التصوير المقطعي المحوسب للجمجمة أن 14% من دماغ (Vintana) كان مخصصا لتحليل الروائح، وهو ما يؤكد، ربما، توفره على حاسة شم قوية. عيناه الكبيرتان نسبيا بالإضافة إلى بعض خصائص الأذن الداخلية تشير إلى كون الكائن رشيقا وسريعا، وهو أمر جيد لآكل النباتات هذا لتفادي الديناصورات الباحثة عن لقم شهية.
المصدر: 1
رابط الدراسة: 1
الكاتب: