سبق ونشر المجتمع العلمي المغربي تقريرا إخباريا حول سبب الانقراضات الجماعية للكائنات بما فيها الديناصورات، والمتمثل في اصطدام المذنبات والكويكبات بالأرض، إلا أن بعض العلماء من جامعة ليدز لهم رأي جديد بخصوص سبب هذه الانقراضات، وبذلك تنضاف نظرية جديدة تتحدى فيها النظريتين الأكثر شهرة وشيوعا حول سبب انقراض الديناصورات؛ وهما اصطدام الأجسام بالأرض وثوران البراكين الذي تسبب في حجب أشعة الشمس، ويستمر الجدل…
تمكن الباحثون ولأول مرة من معرفة درجة تأثير الاندفاعات البركانية على مناخ الأرض، والغطاء النباتي والمحيطات. تقول قائدة هذه الدراسة الدكتورة أنجا شميدت من جامعة ليدز: “عرفت الأرض، إبان سيادة الديناصورات، ولمدة مليون سنة حدوث عدة انفجارات بركانية طويلة الأمد، هذه الأخيرة سميت بالتدفقات القارية البازلتية، وهي لا تشبه ما نراه اليوم من انفجارات بركانية تتدفق خلالها صهارة تشكل ما يشبه حزاما ناريا”، وتضيف: “كانت الاندفاعات البركانية مستمرة لسنوات عديدة تتخللها فترات لا تعرف أي نشاط بركاني. إن الصهارة المتدفقة من هذه الاندفاعات البركانية يمكنها ملء 150 مسبحا أولمبيا في دقيقة واحدة”.
استعمل الباحثون في هذه الدراسة محاكاة حاسوبية متطورة لدراسة انتشار الجزيئات الصغيرة في الهواء جراء الاندفاعات البركانية، وقد أظهرت النتائج أن تأثير البراكين على مناخ الأرض ليس بتلك الحدة التي كان يتصورها العلماء، باستثناء إذا استمرت التدفقات البازالتية بدون انقطاع لمئات السنين فيمكنها إحداث تغيرات مناخية ذات أضرار كبيرة على النباتات والحيوانات، وهذا الأمر لم يُثبت لحد الآن.
ولمعرفة مدى تأثير انبعاث كميات كبيرة من غاز ثنائي أوكسيد الكبريت جراء الاندفاعات البركانية على البيئة والمناخ، استخدم الباحثون معلومات تخص شدة ومدة التدفقات البازلتية التي شهدتها الأرض قبل 65 مليون سنة عبر دراسة ما يسمى بفخاخ ديكان بالهند، وتقول شميدت: “وجدنا أن الأمطار الحمضية لها تأثير انتقائي على الغطاء النباتي، فقد شهدت بعض المناطق دمارا كاملا للغطاء النباتي، في حين أن مناطق أخرى عرفت دمارا أقل كثافة “.
وتختم شميدت الدراسة بقولها: “النتائج الجديدة التي توصلنا إليها تتحدى مجتمع علوم الأرض لإعادة النظر في دور الانبعاثات البركانية في الانقراضات الجماعية للكائنات “.
المصدر : جامعة ليدز
الكاتب: