هل تحس بالغيظ أو ترغب في الصراخ عندما تسمع أحدهم يمضغ وفمه مفتوح ؟ هل صوت طقطقة القلم قد يدفعك إلى حالة من الغضب ؟ هل أصوات أخرى مثل التنفس والهمس في الأذن والشخير قد تدفعك للجنون ؟ عندما واجهت هذه التجربة، هل تساءلت ما الخطأ ؟ ولماذا تزعجك أصوات الآخرين ؟
إذا كان هذا هو رد فعلك مع هذه الأصوات أو مع أصوات أخرى، فأنت تعاني من اضطراب Misophonia. يؤثر هذا الاضطراب على الملايين من الناس، ورغم ذلك فهو غير معروف، وحتى العاملون في مجال الرعاية الصحية يخطئون في تشخيص أعراضه.
« Misophonia »، حرفيا هي “كراهية الصوت“، والمعروف أيضا باسم متلازمة حساسية الصوت الانتقائية، هو اضطراب “عصبي – أذني” نتيجة لفرط الحساسية لمحفزات صوتية وبصرية. تم تشخيصه مؤخرا، وقد صيغ هذا المصطلح من قبل عالمي الأعصاب الأمريكيان Pawel Jastreboff و Margaret Jastreboff.
كراهية الصوت يصيب الأطفال والبالغين، والمصابين به يعانون من نوبات غضب بسبب الأصوات التي يصدرها الأخرون خلال الأكل أو التنفس، صوت تقليم الأظافر، وتنظيف الأسنان، ومضغ العلكة، والكتابة على لوحة المفاتيح، أو الصفير، الأصوات المتكررة… يتأثرون أيضا من بعض المحفزات البصرية كالحركات المتكررة للقدم، التململ، أو أي حركة يلاحظونها من خلال زوايا عيونهم، فيصبحون حساسين جدا ومهووسين. ويكون رد فعل الأشخاص المصابين به إما الهجوم أو الهرب من مصدر الازعاج، مما قد يؤثر على حياتهم اليومية، ليحد من تفاعلاتهم الاجتماعية ويعزلهم عن أسرهم وزملاءهم في العمل، وتجدر الإشارة إلى كون الأطفال هم الأكثر عرضة لهذه الحساسية.
ويتميز هذا الاضطراب باستجابات عاطفية فورية وسلبية للغاية، والتي لا ترتبط بأي مشكل فسيولوجي في السمع. وغالبا ما تكون أعراضه : ارتفاع تدفق الأدرينالين، احمرار الوجه، ارتفاع ضربات القلب، والرغبة في الفرار، ويعتبر رد الفعل العاطفي غير معقول بالنظر إلى طبيعة المحفزات التي تكون في كثير من الأحيان غير مؤذية.
في عام2013 ، وضع ثلاثة أطباء نفسيون في المركز الطبي الأكاديمي في أمستردام معايير التشخيص استنادا لدراسة قاموا بها على مجموعة من مرضى Misophonia عن طريق دراسات الرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI، وافترضوا أن هناك شذوذا أو خللا على مستوى الإشارات العصبية على مستوى القشرة الحزامية الأمامية ” The Anterior Cingulate Cortex “والقشرة الانعزالية ” The Insular Cortex”، وهذه القشرات مرتبطة بمتلازمة توريت Tourette، وهي أيضا مركز معالجة الغضب والألم والمعلومات الحسية، في حين اتفق باحثون آخرون على أنه خلل في هياكل الجهاز العصبي المركزي.
ويقول الخبراء أن هذا الاضطراب يبدأ تقريبا في سن المراهقة المبكرة ويتفاقم مع الوقت، حيث أن الانزعاج من صوت واحد قد يتوسع إلى ثلاثة أو أربعة أصوات. حاليا لا يوجد علاج لهذا الاضطراب، لكن تجنب المحفزات التي وردت في هذه المقالة قد يزيد من سوء الحالة، ويساعد التعرض الدائم لها على انقاص وتخفيض حدة رد الفعل.
الكاتب: