هل فعلا التثاؤب المعدي يرتبط بالتعاطف كما أظهرت الدراسات السابقة؟ أم لازال سببه غير واضح؟
أشارت دراسات سابقة وجود صلة بين التثاؤب المعدي والتعاطف، ووجدت أبحاث جديدة من مركز ديوك لتغير جينات الإنسان أن التثاؤب المعدي قد ينخفض مع التقدم في السن وليس له علاقة بمتغيرات مثل مستويات التعاطف والتعب والطاقة.
حتى الآن، قدمت الدراسة، التي نشرت في 14 مارس بمجلة بلوس وان PLOS ONE، نظرة أشمل على العوامل المؤثرة على التثاؤب المعدي. وقال الباحثون إن الفهم الجيد للبيولوجيا المتدخلة في التثاؤب المعدي يمكن أن يسلط الضوء على أمراض مثل الفصام والتوحد.
إن عدوى التثاؤب ظاهرة موثقة جدا لا تحدث إلا لدى البشر والشمبانزي، وتنجم عن سماع أو رؤية أو التفكير في التثاؤب. فهو يختلف عن التثاؤب العفوي، والذي يحدث عندما يشعر شخص ما بالملل أو التعب. ويلاحظ التثاؤب العفوي أولا في الرحم، في حين لا يبدأ التثاؤب المعدي حتى مرحلة الطفولة.
لحد الآن لا يزال غير مفهوم لماذا بعض الأفراد أكثر عرضة للتثاؤب المعدي. فقد أظهرت الأبحاث السابقة، بما في ذلك دراسات التصوير العصبي، وجود علاقة بين التثاؤب المعدي والتعاطف، أي القدرة على الإحساس بمشاعر الآخرين وفهمها. وبينت دراسات أخرى وجود ارتباط بين التثاؤب المعدي والذكاء والوقت.
ومما يثير الاهتمام أن الأشخاص الذين يعانون من مرض التوحد أو الفصام؛ المتميزين بضعف المهارات الاجتماعية، ليس لهم تثاؤب معدي. ويمكن للفهم المعمق للتثاؤب المعدي أن يقدم أفكارا حول هذه الأمراض وآلية العمل البيولوجية لدى الأشخاص عامة.
تهدف الدراسة الحالية إلى تحديد أفضل لكيفية تأثير عوامل معينة وقابلية شخص ما إلى التثاؤب المعدي. جند الباحثون 328 من المتطوعين الأصحاء، حيث شاهد المشاركون شريطا من ثلاث دقائق لأشخاص يتتثاءبون، وسجلوا عدد مرات التثاؤب أثناء مشاهدته.
لاحظ الباحثون أن بعض الأفراد كانوا أقل عرضة للتثاؤب المعدي من غيرهم؛ فمن بين 328 شخص، تثاءب 222 منهم بشكل معدٍ مرة واحدة على الأقل. وعند التحقق خلال جلسات اختبار متعددة، حصلوا على نفس النتائج، مما يدل على أن التثاؤب المعدي سمة مستقرة جدا.
وعلى عكس الدراسات السابقة، لم يجد الباحثون علاقة قوية بين التثاؤب المعدي والتعاطف والذكاء أو الوقت من اليوم. والعامل المستقل الوحيد الذي يؤثر بشكل كبير في التثاؤب المعدي هو العمر، حيث كلما زاد العمر كان المشاركون أقل عرضة للتثاؤب.
إلا أن أغلب الاختلافات في التثاؤب المعدي لا تزال غير مفهومة، لذلك يتطلع الباحثون الآن لمعرفة ما إذا كانت هناك اختلافات وراثية تساهم في التثاؤب المعدي. وهدفهم على المدى الطويل في تمييز الاختلاف في التثاؤب هو فهم الأمراض التي تصيب الإنسان مثل انفصام الشخصية والتوحد بشكل جيد، وكذلك عند الأشخاص عامة، من خلال تحديد الأساس الوراثي لهذه الصفة.
الكاتب: