هل تساءلت مرة لماذا يكون الإصبع الرابع (بنصر) أكبر حجما من السبابة لدى معظم الرجال، بينما العكس صحيح أيضا عند أغلبية النساء؟ هذا ما حير العلماء أيضا وحاول الكثير منهم إيجاد تفسير مقنع لهذه الظاهرة التي قد ترتبط مع بعض العادات في حياتنا اليومية، فمثلا، غالبا ما يكون الإصبع الرابع إصبع الخاتم في كثير من المجتمعات، بل وفي بعض الثقافات يعتبر طول البنصر مقارنة مع السبابة رمزا للخصوبة عند الرجال، فما السر وراء هذه النسبية وإلى ماذا تشير؟
تمكن باحثون في جامعة فلوريدا من إثبات علمي لهذه العلاقة، وتوصلوا من خلال أبحاثهم إلى كون مستويات الهرمونات الجنسية خلال النمو الجنيني تعد المسؤولة عن نسبية حجم الأصابع عند الرجال والنساء، هذا يعني أن نمو عظام الأصابع يخضع إلى كميات الأندروجين (الهرمون الجنسي الذكري) والإيستروجين (الهرمون الأنثوي) الموجودة خلال المرحلة الجنينية، فكلما ازدادت كمية الأندروجين صغرت هذه النسبة (البنصر أكبر من السبابة)، وكلما كبرت كمية الإيستروجين كبرت النسبة وأصبح المظهر أكثر أنوثة.
ويمكن لكل واحد منا حساب نسبة أصابعه عبر قسم طول السبابة على طول البنصر. وحسب ما أشارت إليه بعض الدراسات فإن نسبة كبيرة قد تعني الميول إلى الأنوثة، وزيادة حالات الاكتئاب عند الرجال، ومهارة أكبر للتعرف على الروائح والألوان، أما إذا كانت النسبة صغيرة فقد ترمز إلى العكس: الميل إلى الرجولة والهيمنة، ومعدلات أكبر في الرياضيات.
هذا الاكتشاف سيساعد الباحثين على فهم العديد من الدراسات التي ربطت طول الأصابع مع كثير من الصفات: كعدد الحيوانات المنوية، والاضطهاد، والمواهب الموسيقية، والقدرات الرياضية، وحتى المشاكل الصحية مثل التوحد والاكتئاب وسرطان الثدي وغيرها من الأمراض. كما سيكون عاملا مهما أيضا في فهم سلوك الأشخاص وأمراضهم حتى يتم الوصول إلى علاج أنجع.
المصادر: جامعة فلوريدا، جامعة كونيكتيكت
الكاتب:
المدقق اللغوي: