image_pdfimage_print

درس بحث جديد نشرت نتائجه نهاية الأسبوع الماضي تأثير عدد نقرات الإعجاب في الوسائط الاجتماعية على أدمغة المراهقين، حيث أظهر البحث تنشيط العصبونات والدارات الدماغية عند التفاعل الإيجابي للأصدقاء على الشبكات الاجتماعية تماما كما يحدث عند أكل الشكولاتة أو ربح قدر من المال، ذلك ما نشره مركز التخطيط على مجلة العلوم النفسية في بحث هو الأول من نوعه حول الوسائط الاجتماعية و تأثيرها على أدمغة المراهقين.

Social media

mltinnovations.com

شارك في الدراسة عشرات من المراهقين خضعوا لتجربة تحاكي تطبيقات تشارك الصور المعروفة بمركز الخرائط الذهنية، و قد لاحظ العلماء تفاعل مختلف مناطق الدماغ عندما عرف المشاركون أن صورهم التي تمتلك أكبر عدد من نقرات الإعجاب هي الرابحة.

تأثر تقييم المراهقين لصورهم بعدد نقرات الإعجاب التي حصلتها هذه الصور، حيث عرضت نفس الصور على نصف المجموعة المشاركة بنقرات مرة أكثر و مرة أقل للنصف الآخر، فجاء إعجابهم أكبر لما عرفوا أن أصدقاءهم الافتراضيين من المراهقين أعجبوا بصورهم وتفاعلوا معها أكثر، حتى وإن كانوا غرباء عنهم.

قسمت أنواع الصور إلى محايدة ( تشمل الأكل و الأصدقاء) و خطرة (تشمل السجائر و الكحول و مراهقين بملابس مثيرة) فكان تفاعلهم منوطا برأي أصحابهم، حتى مع الصور التي شاركوا بها هم أنفسهم.

عند مشاهدة  المراهقين للصورالمصنفة بخانة ‘الخطرة’ مقارنة بالصور ‘المحايدة’، كانت مناطق الدماغ المرتبطة بالتحكم المعرفي وتثبيط الاستجابة أقل نشاطا، بما في ذلك القشرة الحزامية الأمامية، القشرة الأمامية للفص الجبهي والقشرة الجانبية للفص الجداري، وكلها مسؤولة عن اتخاذ القرارات كالامتناع عن القيام بنشاط ما، أو المضي قدما فيه.

من بين المناطق التي لاحظ الباحثون تنشيطها في الدماغ منطقة للتخطيط يطلق عليها nucleus accumbens  وهي جزء من الدارات الكهربائية للدماغ التي تكون شديدة الحساسية خلال فترة المراهقة. مناطق أخرى مرتبطة بالجانب المرئي تعرف بالمناطق الاجتماعية في الدماغ.

و حسب الباحثين فإن تأثير الأصدقاء على أرض الواقع قد يكون أشد وطأة، فالمراهقون يستجيبون لتأثير أصحابهم على مستوى الدماغ وحتى في اختيار ما يحبون، مع فرق اختيار الأشخاص المهمين في حياتهم الواقعية الذين يؤثرون عليهم.

تكمن خطورة التأثر برأي الأصدقاء الافتراضيين في صعوبة تحكم الآباء في نوع من يصاحب أبناءهم كما هو الحال في الحياة العامة خاصة إذا صادف الأبناء أصدقاء افتراضيين يتشبعون بفكر تهوري أو إذا كان أصدقاء أصدقائهم كذلك، فالوصول إليهم أسهل و احتمال التأثر بهم وارد بشدة .

المرجع: جامعة كاليفورنيا، لوس أندجلس


الكاتب: دنيا لحرش
المدقق اللغوي: رشيد لعناني