image_pdfimage_print

مكان العيش: إفريقيا الجنوبية (جنوب إفريقيا)

الزمان: قبل 3,3 إلى 2,1 مليون سنة

يشبه Au. africanus  تشريحياً  Au. afarensis  وكان يجمع بين صفات البشر والقردة. ومقارنة مع Au.afarensis يملك هذا النوع جمجمة أكثر استدارة مكنت من حمل دماغ أكبر وأسنان أصغر، لكنه كان يتوفر على بعض صفات القردة كالأذرع الطويلة نسبياً والوجه المائل جداً والذي يمتد بفك بارز أسفل الجمجمة.

وعلى غرار Au. afarensis تشير بقية عضام الحوض، الفخد، والقدمين إلى أن Au. africanus كان قادراً على المشي على قدمين اتنتين، إلا أن عضام الكتف واليدين مكيفتان أيضاً على التسلق.

africanus_jg_recon_head_cc_f_sq

حقوق الصورة: John Gurche

-اكتشف سنة 1924

تاريخ الاكتشاف:

كان طفل تونغ “The tang child” الذي اكتشف سنة 1924 أول إثبات أن المستحاثات البشرية الأولى قد وجدت في إفريقيا. فبعد أن قام البروفيسور رايموند دارت بوصف وتسمية هذا النوع ب Australopithecus africanus والتي تعني القرد الجنوب إفريقي، تطلب الأمر من المجتمع العلمي حينها أكثر من عشرين سنة حتى يتقبل ضم هذه الفصيلة كعضو في شجرة عائلة البشر.

-الطول:

الذكور متوسط 138 سنتيمتر

الإناث متوسط 115 سنتيمتر

-الوزن:

الذكور متوسط 41 كيلوجرام

الإناث متوسط 30 كيلوجرام

صحيح أننا لا نحيط علماً بكل ما يخص أسلافنا، إلا أنا مداركنا بخصوصهم لا تفتأ تتسع أكثر فأكثر. إن علماء الأنثربولوجيا القديمة ينقبون بشكل دائم في مناطق جديدة باستعمال تكنولوجيا رائدة وبذلك يقومون بشكل تدريجي بملء الفجوات التي تعتري فهمنا لتطور الإنسان.

نذكر هنا بعض التساؤلات حول Au. africanus  التي من الممكن التوصل لإجابات عنها في اكتشافات مستقبلية:

1- يعتبر حالياً Au. africanus أقدم إنسان بدائي معروف من جنوب إفريقيا، فمن أين أتى؟ هل كان خلفاً ل Au. afarensis  الشرق إفريقي؟

2- هل كان Au. africanus جزءاً من الخط التطوري الذي أدى إلى ظهور نوعنا: الهوموسابيان؟

3- عام 1994 وجد العالم رون كلارك أربعة من عضام قدم يسرى لإنسان بدائي حينما كان يبحث في صناديق المستحاثات في موقع Sterk fontain بجنوب إفريقيا، حيث وجدت معظم مستحاثات Au. africanus، وأطلق عليها اسم “القدم الصغيرة”.

وقد اكتشف حينها أنها تنتمي لهيكل يعود عمره إلى 3.3 مليون سنة، معظمه مايزال مدفوناً في ترسبات الكهف. حين يتم استخراج هذه المستحاثة بشكل كامل فإنها ستساهم في إلقاء الضوء على الكثير من الأسئلة حول هذا النوع (إذا كانت هذه المستحاثة تخص بالفعل فرداً من هذا النوع) وعن طوله؟ وباستثناء الجمجمة التي بحوزتنا، كيف تبدو ياترى بقية الهيكل العضمي؟

-كيف تمكنوا من البقاء: صياد أم طريدة؟

لم يتم اكتشاف أية أدوات حجرية في نفس الترسبات حيث وجدت مستحاثات Au. africanus، ورغم ذلك ولوقت طويل اعتقد الباحثون أن Au. africanus كان صياداً. ابتكر رايمون دارت في الأعوام ما بين 1940 و 1950 مصطلح “osteodontokeratic culture” (عظم=osteo، سن=donto، قرن=keratic) أي ثقافة العضم، السن، والقرن لأن بقايا هذا النوع وجدت جنباً إلى جنب مع عظام حيوانية مكسورة. افترض دارت أن هذه العظام والأسنان والقرون قد استعملت من طرف Au. africanus كأسلحة. إلا أنه في تمانينات وتسعينات القرن الماضي أثبت علماء آخرون أن الحيوانات المفترسة أمثال الأسود والفهود والضباع هي المسؤولة عن هذه البقايا الحيوانية، بل إن هؤلاء المفترسين قد تغدوا أيضاً على Au. africanus.

بالرغم من أن معاصري Au. africanus من المفترسين قد عاشوا على نظام غدائي لاحم، إلا أنه كان لديه نظام شبيه بالشامبانزي، يعتمد على الفواكه والنباتات والمكسرات والحبوب والجذور والحشرات والبيض.

كيف تعرفنا على نظامهم الغذائي؟

تمكن العلماء من تخمين النظام الغدائي لهذه الفصيلة بناءاً على بقايا الأسنان: حجمها، شكلها، وتآكلها.

الدراسات التي أجريت على التآكلات المجهرية في الأسنان لدى هذه الفصيلة، عثرت على خدوش أكثر من الثقوب مقارنة بمعاصره P. robustus . هذا النمط يشير إلى أن Au. africanus قد عاش على أغذية ذات بنية قاسية، لكن نظامه الغذائي كان شديد التغير وضم أيضاً أطعمة أكثر ليونة كالفواكه والنباتات.

معلومات الشجرة التطورية:

يعتبر العديد من العلماء أن واحداً من بين نوعي Au. africanus و Au. afarensis هو مرشح قوي ليكون سلفاً لجنس الهومو أي الإنسان.

الأحفورة STS 14:

تشير هذه الفقرة من العمود الفقري لأحد أفراد فصيلة Au. africanus إلى أنه كان يمشي منتصباً بشكل شبيه بالإنسان الحديث.الشكل المنحني الفريد الذي يتميز به أسفل ظهر الإنسان والذي يمكنه من امتصاص الصدمات أثناء المشي، قد وجد أيضاً لذى هذه الفصيلة.

الأحفورة STS5:

وجدت مستحاثات Au. africanus في غالب الأحيان جنباً إلى جنب وبقايا العظام الحيوانية، لذا اعتبر هذا الأخير “قرداً قاتلاً” (killer ape) لكن الآن نعرف أنه كام في بعض الأحيان صيداً للمفترسين. لقد عاش أفراد هذا النوع في مجموعات، مما مكنهم من حماية أنفسهم.

Taung Child:

جمجمة الطفل ذي الثلاث سنوات هذه، كانت أول جمجمة بشرية تكتشف في إفريقيا، وجدت سنة 1924 لكن الأمر استغرق حوالي عشرين سنة حتى يتقبل العلماء أهمية إفريقيا كمرجع أساسي لفهم تطور الإنسان.

الورقة البحثية الأولى: Dart, R., 1925. Australopithecus africanus. The man-ape of South Africa. Nature 115, 195-199.

المصدر: Humanorigins


الكاتب: نائلة حلتوت