image_pdfimage_print

أشار باحثون في دراسة نشرت في الثالث من نونبر 2015 على ضرورة مراجعة مفهوم رئيسي في نظرية التطور لداروين، والذي ينص على أن الطبيعة تفضل الاناث الكبيرة القادرة على اعطاء عدد أكبر من الخلف.

charles-darwin_large

حقوق الصورة: Richard Milner Archive

توصلت هذه الدراسة التي نشرت في دورية Biological Reviews إلى أن نظرية انتقاء الخصوبة “fecundity selection”، وهي واحدة من المبادئ الثلاثة الرئيسية للتطور حسب داروين، يجب أن يعاد فيها النظر بحيث لا تعتمد على فكرة أن الاناث الأكثر خصوبة هم الأكثر نجاحا من وجهة نظر تطورية. تبين الدراسة أن خلفا أكبر يمكن أن يكون له تأثبرات سلبية على الأمهات وعلى نجاح نسلهن، وأن بامكان الذكور كذلك التأثير على النجاح التطوري للحضنة.

يشار إلى أن نظرية انتقاء الخصوبة وضعت سنة 1874، وتشكل إلى جانب مبادئ الانتقاء الطبيعي والانتقاء الجنسي، المكونات الرئيسية لنظرية التطور الحديثة. وتصف النجاح التوالدي عند الكائنات، وهو عدد أفراد الخلف الذين يصلون إلى سن التزاوج.

بعد سنوات من البحث، اقترح عالم في البيولوجيا التطورية من جامعة لينكولن بالمملكة المتحدة، صيغة مراجعة للنظرية توصي بتحديث التعريف وملاءمة توقعاته التقليدية وإضافة مفردات إحيائية جديدة مهمة.

تشير الدراسة إلى أن عددا كبيرا من الأفراد في الخلف، يمكن أن يكون مكلفا جدا، عوض المساعدة على البقاء، حيث يمكن أن يخفض النجاح التوالدي للاناث. كما تبين أنه عند الكثير من الأنواع، الأمهات اللواتي ينجبن عددا أقل من الصغار تكون أكثر قدرة على تربيتها بنجاح، وأنه في بعض الحالات يمكن للآباء تحمل المسؤولية في تغذية الصغار عن طريق تطوير ما يسمى “الحمل الذكري Male pregnancy”.

توصلت الدراسة كذلك إلى أن الطبيعة تفضل الصفات التي تؤثر على الخصوبة المثلى عند كلا الجنسين، وأن المناخ وتوفر الغذاء كذلك يؤثران على تطور عملية التوالد، وهي عوامل اغفلها داروين.

المصدر: جامعة لنكولن

رابط الدراسة:  onlinelibrary


الكاتب: محمد أيت بهي