image_pdfimage_print

اللشمانيا جنس من طفيليات وحيدة الخلية، يشمل أكثر من ثلاثين  نوعا تتطفل على الفقاريات  وبالدرجة الأولى على الثدييات و يمكن أن تصيب الانسان مسببة طيفا من الأعراض السريرية من إصابات جلدية موضعية الى مرض جهازي و يعرف هذا الداء باسم حبة حلب أو الكلازار.”

vectuer lishmanioseأول من رأى الطفيلي كان الطبيب البريطاني كانينغهام سنة 1885 لكن تفسيره كان غير دقيقا. و أول وصف دقيق كان للطبيب العسكري الروسي بيوتر بوروفسكي سنة 1898. لكن اكتشاف الداء نسب للطبيب البريطاني ويليام بوغ ليشمان سنه 1903.

طريقه العدوى :

ينتشر داء الليشمانيا جراء لسعة ذبابة الرمل الحاملة للعدوى. وهي ذبابة تنتمي لعائلة الفواصد « Phlebotominae » تتواجد في المناطق الرملية. قد تسبب الإصابة به حبوبا و تقرحات جلدية. و هو ما يسمى بداء الليشمانيا الجلدية أو حبة حلب، و تعتبر النوع الأول الأكثر انتشارا.

في حالة عدم علاجها، قد تتطور لتصيب الأجهزة الداخلية لتصير بذلك الليشمانيا الباطنية أو الكلازار. و هذا النوع من الليشمانيا يؤثر على الأجهزة الداخلية كالطحال، الكبد والنخاع العضمي فتظهر على المصابين أعراض خطيرة مثل الحمى، فقدان الوزن، ضخامة الطحال و الكبد. و إن لم يتم علاجها فإنها تصير قاتلة.

إحصائيات:

  انتشر داء الليشمانيا بشكل مهول خلال السنوات الأخيرة عبر العالم، حيث يقدر عدد المصابين ب 12 مليون مصابا في 98 بلدا  بمعدل 2 مليون مصابا كل سنة.

معظم هذه البلدان موجودة في المنطقتين المداريتين و المناطق شبه المدارية. و تشمل هذه المناطق الشرق الاوسط، أجزاء من أمريكا الوسطى، أمريكا الجنوبية، آسيا، إفريقيا و جنوب أوربا.

هل من علاج ؟

تعتبر الأدوية المتوفرة إلى حدود الساعة بدائية و تستلزم فترة علاجية طويلة. علاوة علـى ذلك، فإنها تعد سامـــــة و غير ناجعة و تصيب المريض بانتكاسة. و يعد antimoine الدواء الأكثر استعمالا، لكن مفعوله بدأ يتلاشى أمام المقاومة الشرسة للطفيليات.

 و تجدر الإشارة إلى أن جل هذه الأدوية كانت نتيجة أبحاث أجريت في خمسينات القرن الماضي، مما يجعل من هذا الداء الفتاك مرضا مهملا من قبل الأبحاث العلمية و يفسر عدم وجود مصل للوقاية من المرض.

مؤخرا، أعطى باحثون من معهد البحوث للتنمية Institut de Recherche pour le Developpement- IRD بفرنسا بصيص أمل يتعلق بلقاح قد يحد من انتشار هذا الداء، إذ تمكنوا من وصف الدور الاساس لانزيم طفيلي للشمانيا. هذا الانزيم  ضروري لحياتها و غير موجود عند الانسان، و في غيابه يصعب على الطفيليات التطور داخل جسم الانسان، مما يحد من انتشارها و هدف الباحثين هو مهاجمة هذا الأنزيم و القضاء عليه.


الكاتب: عبد الله ميصور