ما هي الأمراض الأكثر قتلا للإنسان في التاريخ؟

تحدثنا في الجزء الأول عن أمراض الكوليرا وفيروس نقص المناعة البشرية والأنفلوانزا. سنتطرق في هذا المقال إلى الأمراض التالية: الطاعون والجذري والسل والملاريا.

الطاعون – 240 مليون وفاة

كان الطاعون أحد أكثر الأوبئة دموية عبر التاريخ. كيف لا وهو الذي أودى بحياة ما يقرب من نصف سكان أوروبا بين عامي 1346 و1350. وتشير أحدث الدراسات إلى أن بكتيريا اليرسينيا الطاعونية (المسؤولة أيضًا عن الطاعون الدبلي) أدت إلى موت حوالي 50 مليون شخص في أوروبا. ثلث السكان في ذلك الوقت. كما أثر المرض على الصين والهند والشرق الأوسط ومنغوليا وروسيا وشمال إفريقيا. على الرغم من أنه لم يؤثر على أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أو القارة الأمريكية. في المجموع، يقدر أنه أودى بحياة حوالي 200 مليون شخص.

ينتقل الطاعون بين الحيوانات والبشر عن طريق لدغة البراغيث المصابة، أو الاتصال المباشر بالأنسجة المصابة أو استنشاق قطيرات الجهاز التنفسي المصابة عندما يعطس أو يسعل الشخص المصاب.

يمكن أن نميزبين نوعينن رئيسين من الطاعون: الدبلي والتهاب رئوي. في حالة عدم وجود علاج، يكون للطاعون الدبلي معدل فتاك يتراوح بين 30٪ و60٪، والالتهاب الرئوي قاتل دائمًا. بين عامي 2010 و2015، تم الإبلاغ عن 3248 حالة إصابة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 584 حالة وفاة. وقع آخر اندلاع لطاعون في مدغشقر في .عام 2017 وأسفر عن مقتل 124 شخصًا

الجدري – 500 مليون وفاة

يشتهر الجدري بكونه المرض الوحيد الذي تم القضاء عليه بنجاح، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى حملات التطعيم في جميع أنحاء العالم. عرف هذا المرض منذ القرن السادس عشر. وفقًا للدراسات، تسبب في وفاة ما يصل إلى 500 مليون شخص. تشير التقديرات إلى أن الجدري قتل 60 مليون شخص في القرن الثامن عشر في أوروبا لوحدها. بينما، في القرن العشرين، قتل حوالي 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. في ذلك الوقت، كان معدل الوفيات 30 ٪ من المرضى، على الرغم من أن أخطر أشكاله كانت قاتلة دائمًا.

في عام 1967، أصيب ما بين 10 و15 مليون شخص بالجدري، وأطلقت منظمة الصحة العالمية (WHO) حملة عالمية للقضاء على المرض. تدريجيا كان المرض يتركز في القرن الأفريقي (شبه الجزيرة الصومالية). تم تشخيص اخر حالة مصابة بمرض الجدري من أصل طبيعي في العالم في الصومال سنة 1977. وتم الإعلان أنه تم القضاء على المرض سنة 1979.

السل – 1000 مليون وفاة

السل هو مرض معدي تسببه بكتيريا المتفطّرة السلية. وقد اكتشف العلماء مومياوات تعود إلى عصر ما قبل الأسرات المصرية (3500 – 2400 ق.م.) مع وجود دليل على تأثرها بهذا المرض.

أشار أبقراط (القرن الخامس قبل الميلاد)، إلى السل بإسم phthisis “فثيسز” التي تعني “التدهور الجسدي التدريجي لشخص أو حيوان، مصحوبًا بفقدان ملحوظ للوزن والطاقة.” وعرّفه في ذلك الوقت بأنه “أخطر من كل شيء، أصعب وأكثر الأمراض مميتة”.

حسب الإحصائيان، فإنه وفاة واحدة من كل أربع حالات وفاة، في أوربا خلال القرن السابع عشر و الثامن عشر، كانت مرتبطة بمرض السل. حتى في الولايات المتحدة، كان السل هو السبب الأول للوفاة في القرن التاسع عشر.

اليوم، يعد السل أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم. في عام 2018، أصيب 10 ملايين شخص بمرض السل وتوفي 1.5 مليون شخص. وتشير التقديرات إلى أنه بين عامي 2000 و2018، تم إنقاذ 58 مليون شخص بفضل الأدوية والرعاية الصحية.

الملاريا – 50 ألف مليون وفاة

أدى هذا المرض إلى وفاة ما يصل إلى 50 ألف مليون (50 مليار) شخص . وهذا يعني، بالنظر إلى أن العالم الديموغرافي كارل هوب “CARL HAUB” يقدر أن أكثر من 100 مليار شخص عاشوا على الأرض، وأن الملاريا تسببت في مقتل ما يقرب من نصف السكان الذين كانوا موجودين.

قامت الباحثة روزماري دريسديل “Rosemary Drisdelle” بتحليل أعداد سونيا شاه وكارل هوب، وذكرت أنه من الممكن أن تكون الملاريا قد قتلت نصف البشر الذين عاشوا، وقالت:

“هل قتلت الملاريا ما بين 53 و 54 مليار من أصل 96 مليار شخص كانوا يعيشون قبل عام 1900؟ لست أخصائية في علم الأوبئة ولا أخصائية إحصائية، وكان لديّ مصادر (ثانوية) محدودة للعمل معها. لن نعرف ذلك بالتأكيد، ولكن استنادًا إلى قراءتي، أعتقد أن ذلك ممكن.” – Rosemary Drisdelle.

حاليا، ما يقرب من نصف سكان العالم تقريباً معرضون لخطر الإصابة بالملاريا.

في عام 2017، تم تسجيل حوالي 219 مليون حالة إصابة بالملاريا وتشير التقديرات إلى حدوث 435000 حالة وفاة بسبب هذا المرض. أكثر المناطق المتضررة هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، التي كانت موطنا لـ 90٪ من حالات الوفيات.

ملخص لأكثر الأمراض التي قتلت عددا كبيرة من البشر على مر التاريخ

اعداد: يونس أبارو 

تدقيق: محمد ايت بيهي

المصادر 

الطاعون: [1] [2]

الجدري: [1] [2]

السل: [1] [2] [3]

الملاريا: [1] [2] [3] [4] [5]

الكاتب: مساهمة خارجية