اكتشف باحثون مستحاثة كائن بحري لافقاري، جنوب شرق المغرب، تعود لأكثر من 480 مليون سنة، ويعتقد أنه كان أكبر المخلوقات التي عاشت خلال تلك الفترة.
MARIANNE COLLINS/ARTOFFACT
وُجدت مستحاثات هذا الكائن الضخم القديم (480 مليون سنة) في تشكيلة للصخور الرسوبية، جنوب شرق المغرب، حيث جمع الباحثون نسبة كبيرة من قطع جسم الكائن، تشمل 50 قطعة للهياكل الخارجية، و أخرى تحللت قبل أن تطمر في الرواسب، حسب تصريحات بيتر فان روي، عالم الأحياء القديمة من جامعة ييل. وقد نُشر هذا الاكتشاف في مجلة نيتشر.
الكائن البحري الذي وُصف مؤخرا من أكبر المفصليات”arthropods” المكتشفة، و هي قسم من الحيوانات يضم الحشرات والعناكب والعقارب و السلطعونات… يبلغ طوله 1,3 متر، و يمتد إلى 1,6 حسب العينات. و قد اعتمد تقدير هذا الحجم على القطع المعزولة، حيث يمكن أن يصل طول بعض هذه المخلوقات إلى مترين. والراجح أنه كان أكبر مخلوق على وجه الأرض عاش في تلك الفترة، ونوعان فقط من المفصليات كانوا يقاربون هذا الحجم،
أطلق فان روي و زملاؤه على هذا النوع اسم “Aegirocassis benmoulae”، حيث تعني “Aegir” اله البحر في الأساطير الاسكندنافية، و”cassis” هو الاسم اللاتيني للخوذة، بينما اسم النوع أي ” benmoulae “، تكريما للمغربي محمد بن مولة الذي اكتشف أول مرة مستحاثات هذا الكائن.
كان هذا النوع يتغذى على كائنات أصغر منه في المحيط عبر تصفية المياه المحتوية على العوالق الصغيرة. يقول غريغوري إدجكمب، عالم الأحياء القديمة من متحف التاريخ الطبيعي بلندن، و الذي لم يشارك في البحث: “تصفية المياه للتغذية و الحجم الضخم خاصيتان نراهما في العديد من أقسام الكائنات”
يكفي التفكير في الكائنات الحالية التي تصفي المياه للتغذية: فالحوت الأزرق وهو أضخم كائن في الأرض، يصل وزنه إلى 190 طن، رغم أنه يتعذى فقط على القشريات الصغيرة العالقة في المياه، وكائنات بحجم البوصة(2,54سنتمتر)، و أخرى أصغر.
لاحظ فان روي و زملاؤه أن العديد من أنواع الأسماك و القروش تطورت بشكل كبير من خلال الإستغلال المباشر لوفرة الكائنات الدقيقة في قاعدة السلسلة الغذائية للمحيط.
هذا وستغطي المستحاثات الجديدة النقص الموجود في تطور المفصليات، بالتحديد ستوفر معلومات مهمة لفهم تطور أطراف المفصليات.
الكاتب:
المدقق اللغوي: