image_pdfimage_print

اكتشاف مبهر يزرع الأمل في طرق علاجية جديدة للسكري: جزيئة تحفز إنتاج الأنسولين، وهي الفراكتالين. سيتمثل دورها في المساهمة في تنظيم نسبة السكر في الدم، بعد أن كان هذا الدور، إلى أجل قريب، غير متوقع على الإطلاق.

piqure-insuline 1

Diabetendurance

عندما نتناول الطعام فإن تركيز السكر في الدم يرتفع، وهذا الارتفاع يرصده البنكرياس، وتحديدا الخلايا بيتا لجزيرات لانجرهانز، وهذه الخلايا تفرز هرمون الأنسولين الذي يسمح للجليكوز بالتسرب إلى مختلف الأعضاء، وتخزينه أو تحويله إلى طاقة، فتعود نسبة الجليكوز في الدم سريعا إلى المستوى العادي.

إن هذا النظام عند الأشخاص المصابين بالسكري لا يعمل أو يعمل بشكل خاطئ، فتبقى نسبة الجليكوز مرتفعة، وهذا ما يسمى بفرط السكر في الدم. وعلى المدى البعيد، يمكن لهذا الفرط أن يتلف الأعصاب والأوعية الدموية.

في حالة السكري من النوع 1 الذي يصيب حوالي 10 بالمئة من مرضى السكري، تتعرض خلايا البنكرياس للإتلاف ويتوقف إنتاج الأنسولين. وبالمقابل، نجد أنه عند المصابين بالسكري من النوع 2 ينتج الأنسولين، لكن إما يكون غير فعال أو بكميات غير كافية. وبصيغة أخرى، فإن هؤلاء المرضى لديهم خلايا بيتا بنكرياسية تعمل بشكل خاطئ. لذلك تحاول الأبحاث العلمية إيجاد وسيلة لتحسين أداء هذه الخلايا الضعيفة. وعلى ما يبدو فإن فريقا علميا أمريكيا من جامعة كاليفورنيا بسان دييغو، قد كشف عن أمر مهم: الفركتالين يحفز إفراز الأنسولين.

بروتين الفركتالين هو بروتين غشائي، قادر على التفاعل مع مستقبل نوعي يتواجد على سطح الخلايا ويلعب دورا في تلاحمها، ويتدخل أيضا في المناعة بتجنيد اللمفاويات T  في مواضع الالتهاب.

إن أصحاب هذه الدراسة أبرزوا إحدى وظائف الفركتالين، وهي أنه قادر على التنقل عبر الأوعية الدموية وتحفيز إفراز الأنسولين بعد التثبيت على المستقبلات النوعية للخلايا بيتا.

وقد أظهرت الدراسة أن حقن الفركتالين لدى الفئران يحفز إنتاجهم للأنسولين، ويرفع قدرتهم على تحمل الجليكوز. وبالمقابل، فإن هذه التأثيرات المحمودة تختفي عند الفئران المعدلة وراثيا، والتي لا تتوفر على مستقبلات الفركتالين. هذه النتائج تتوقع أن البروتين يلعب دورا في تنظيم السكر في الدم، واختلاله يمكن أن يؤدي إلى إرباك الخلايا بيتا، ويسبب السكري من النوع 2.

وحسب جيرولد أولفسكي أحد أعضاء الفريق العلمي، فإن لاستعمال الفركتالين حظوظ ضئيلة في العلاج الكلي للمرض، إلا أنه وبالرغم من ذلك يمكن أن يستعمل كعلاج تكميلي إلى جانب أخذ الأنسولين.

وتجدر الإشارة إلى أن العادات الغذائية السليمة والنشاط الجسدي المنتظم أمور ضرورية للمريض الذي يعاني من هذا الداء.

المرجع: sciencedirect


الكاتب: مصطفى فاتحي