كشف فريق من علماء الأحياء بقيادة عالم المستحثات “دال غرينوالت Dale Greenwalt” عن بعوضة أنثى متحجره عمرها 46 مليون سنة لا تزال تحتوي علي أحد مكونات الخضاب الدموي ” الهيم hème”. ونشرت نتائج الدراسة في مقال بإحدى نشرات الأكاديمية الوطنية للعلوم (Pnas).
Image credit: Dale E. Greenwalt et al.
واعتبر هذا الاكتشاف أمر عظيم بسبب حالة الحفظ. وقد توقع الفريق العلمي أن البعوضة بمجرد انتهائها من وجبتها الأخيرة، غرقت في سطح مستنقع لتدمج مع طبقات رقيقة من الرواسب اللاهوائية، دون أن تمدد بطنها المملوء بالدم.
تم اكتشاف أحفورة البعوضة منذ 25 سنة شمال غرب مونتانا. وقد منحت كهدية للمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بواشنطن، ولم تتم دراسته إلا مؤخرا، حيث أوضح التحليل وجود الهيم الذي يدخل في تركيب الخضاب الدموي للكرويات الدموية الحمراء، ويمكن من التقاط ثنائي الأكسجين عبر ذرة الحديد.
إذا كانت هذه القصة تذكر ببداية فيلم المنتزه الجوراسي Jurassic Park لمخرجه ستيفن سبيلبيرغ، ففي هذه الحالة الواقعية لا أمل في العثور على الحمض النووي. فهذه الجزيئة جد هشة ولا يمكن أن تتحمل عملية التحجير.
وأوضحت دراسات علمية حديثة، أنه في أحسن الأحوال، يمكن الاحتفاظ بالحمض النووي مدة 6.8 مليون سنة، في درجة حرارة -5، مع أنه لا يمكن قراءته بعد 1.5 مليون سنة. إذن لا حمض نووي، لكن جزء من االخضاب الدموي المثبت للحديد بقي محفوظا أثناء التحجير، وهي جزيئات حيوية يمكن أن تعطي معلومات عن آليات التحجير.
المرجع: pnas
الكاتب: