إذا لم تكن هناك مورثات للحساسية بالمعنى الدقيق، فهناك فعلا استعداد وراثي: فرط الحساسية أو التأتب (Atopie).
لا توجد مورثات للحساسية قد يؤدي انتقالها إلى تزايد احتمال تطوير أمراض وراثية. لكن بالمقابل هناك استعداد وراثي، يعرف بالحساسية التأتبية، التي ترفع من احتمال التقاط حساسية الطلع أو التهاب جلدي تأتبي.
يتجلى التأتب في فرط إنتاج جهاز المناعة لمضادات أجسام IgE الموجهة أساسا ضد مواد مسببة للحساسية.
إن طفلا من والدين يعانيان من حساسية تنفسية أو جلدية ( الربو، حساسية الأنف، الأكزيما)، لديه بذلك احتمال بنسبة 60% ليكون مصابا بنفس الحساسية، و 30% إذا كان أحدهما مصابا و 15% إذا لم يكن أي منهما يعاني من الحساسية. و فيما يخص الحساسية الغذائية، فقد قدرت دراسة حول توائم حقيقية نسبة احتمال وراثة للحساسية ب 81,6%. أما احتمال الحساسية تجاه الفول السوداني فتتضاعف بسبع مرات في الأسر التي عرفت حالات سابقة.
إذا كان هناك إذًا عنصر وراثي للحساسية، فقد مكنت التحاليل الكاملة للجينوم و القياسات التي أجريت على نطاق واسع بين أشخاص سليمين ومرضى، من تحديد بعض تعددات الأشكال الوراثية.
يتنوع التعبير الوراثي لهذه المورثات على مدى الحياة، و ذلك حسب المحيط: الأمراض، الاحتكاك بمسببات الحساسية… وهذه العوامل تتدخل في رد الفعل الالتهابي الذي يصاحب الحساسية. وهذا هو دور دفاع الجلد تجاه محيطه الخارجي والمقاومة ضد الالتهابات.
يؤثر التلوث على التعبير الجيني لبعض المورثات. وهكذا، ترتفع قابلية التعرض للحساسية عند الرضع المعرضين لملوثات حركة السير، عندما يكونون من حاملي بعض أشكال مورثة glutathion-S-transferase
الكاتب: