يعتبر من بين الكتب الأوائل التي تطرقت إلى النظرة الجديدة للتاريخ بمعناه الأشمل. فقد جرى العرف أن التاريخ يبدأ كفرع مستقل من فروع المعرفة مع بداية السجلات المكتوبة منذ حوالي 5500 سنة، أما هنا فقد رجعت الكاتبة بالتاريخ إلى حدود ما هو معروف بوسائل علمية باستخدام كل ما هو متاح من معطيات وبراهين. والتاريخ جزء من العملية العلمية وما من سبب معقول يجعل القصة التي كشف عنها تقطع إلى جزئين يطلق على أحدهما “علم والآخر “تاريخ”.
تتركز فكرة الكتاب حول تأثير الأنشطة البشرية على كوكب الأرض وكذلك تأثير هذا الأخير على البشر، فعند الجمع بين قصة كوكب الأرض وقصة البشر الذي يعيشون عليه فسنجد أن الأفعال التي يقوم بها البشر كي يتكاثر نسلنا قد وضعت المناخ الكوكبي وأنماط الحياة عليه في مأزق خطير.
ينقسم الكتاب إلى جزئين :
الجزء الأول يتحدث عن الكون عندما كان مجرد نقطة وحيدة في حجم ذرة، مضغوطا بدرجة لا يمكن تخيلها، وقصة الانفجار الكبير ونشأة الكون ثم نشأة الحياة وظهور البشر تحدثت عن تقدم طرق الصيد وجمع الثمار.
والجزء الثاني ينقسم إلى فصلين : الأول تطرق حول التحول البشر إلى حياة الاستقرار في قرى دائمة والزراعة وتربية الماشية وإنتاج الطعام، ونشأة فكرة الملكية الشخصية. ثم تحدثت عن نشأة العقائد، والشبكات التجارية العالمية والثورة الصناعية. وفي الأخير ناقشت احتمالات أن يتوصل البشر إلى وسائل للسيطرة على ممارساتهم على الأرض، وتحدثت عن احتمالات المستقبل وقررت أن ثمة ثلاثة حلول أساسية محتملة، فإما أن تنجح الشعوب في تحجيم نموها واستخدامها للموارد، أو أن تتولى الطبيعة والطبائع البشرية هذا الأمر عنهم (الأمراض والمجاعات والحروب والقتل الجماعي والانهيار الاجتماعي)، أو مزيج من الحلين.
الكاتب: