الرضع كما هو معروف ليسوا بالبارعين في أي شيء عدا البكاء والنوم، ولا يستطيعون الاعتناء بأنفسهم، لضعف بنيات أجسامهم. ورغم عدم قدرتهم على الكلام والتعبير بشكل واضح، إلّا أن لهم القدرة على التعرف على تعابير الوجوه وما تحمله من أحاسيس، فقط من خلال النظر إلى عيون شخص ما، وهذا منذ سن سبعة أشهر. كيف ذلك؟ يكمن السر في بياض العينين.
لأجل هذا تمت دراسة جديدة بجامعة “فيرجينيا” بشراكة مع مؤسسة (Max Planck) للإدراك البشري وعلوم الدماغ، ونُشرت في مجلة (Proceedings of the National Academy of Sciences). وتفيد الدراسة بأن الأطفال يستجيبون بشكل مختلف للعديد من تعبيرات الأعين. يقول في هذا الصدد (Tobias Grossmann)، أحد المشاركين في إعداد الدراسة: “كانت استجابات أدمغة الأطفال متباينة بشكل واضح حسب الإشارات الاجتماعية التي تحملها العيون”. ويضيف: “يُظهر هذا قدرة الأطفال على استشعار الإشارات الاجتماعية، دون امتلاكهم إدراكاً واعياً”.
ويُعتَبر الإنسان الكائن الوحيد ضمن الرئيسيات (primates) الذي يتمتع ببياض عين مرئي، ويدل حجم الجزء الظاهر منه على أحاسيس الشخص: فعيون مفتوحة على مصراعيها مثلا، مع بياض أعين واضح، قد تعني المفاجأة أو الخوف، وفي مقابل هذا عندما يبتسم الناس، كثيرا ما تضيق عيونهم، مغطّية بذلك بياض الأعين.
وقد حاول العلماء تحديد ما إذا كانت استجابات الأطفال لتعابير العيون تتم بكيفية واعية أو غير واعية، وذلك باستعمال أجهزة التخطيط الدماغي، حيث قاموا بتتبع إشارات أدمغة أطفال رضع، بالموازاة مع عرض صور للعيون عليهم. مدة كل صورة 50 جزءاً من الألف من الثانية، وهو وقت قصير جدا لدماغ الطفل في هذا السن ليعي الأمر أو يكوّن أي فكرة عما يحدث. وكانت بعض هذه الصور تُظهر عيونا مفتوحةً مع الكثير من البياض الظاهر، وأخرى مفتوحةً قليلا، كما تضمّنت صورا لعيون تنظر إلى الأمام مباشرة، وأخرى لعيون تنظر في اتجاه آخر نظرةَ تجنب.
وكانت النتيجة أن استجابت أدمغة الأطفال بشكل مختلف لكل نوع من الصور. يستنتج (Tobias Grossmann): “يدل هذا على أن للأطفال الرضع القدرة على استشعار الأحاسيس كالخوف واتجاه تركيز النظر من خلال النظر إلى الأعين، مثل البالغين، وأن هذه الاستجابات تعمل دون إدراك واعٍ لديهم.” ويضيف ذات الباحث قائلا: “من المرجح أن تكون هذه الآليات عند الرضع من الأسس التي تدخل في تطوير المهارات التفاعلية الاجتماعية لدى البشر.”.
لهذا يُنصح تجنب ارتداء نظارات داكنة تعيق النظر إلى الأعين عند ملاعبة الأطفال، خاصة الرضع، لضمان تواصل جيد معهم.
إعداد: عبد الخالق العلوي
التدقيق اللغوي: علي توعدي.
المصدر: http://time.com/3543614/baby-communications-emotions-eyes/
الدراسة: http://www.pnas.org/content/early/2014/10/23/1411333111
الصورة: http://time.com/3543614/baby-communications-emotions-eyes/
الكاتب: