كلما سمعنا صوتنا مسجلا, ينتابنا شعور بالانزعاج ، و قد يصل الى حد الخجل من صوتنا، و نتوقع تهكمات من الاصدقاء ، لكن عادة لا يثير ذلك انتباههم ، فلماذا يكون صوتنا المسجل مختلفا عما ألفناه ؟
في الواقع هناك طريقتان نسمع بهما:
- – الطريقة الاولى هي السمع عن طريق التوصيل الهوائي : بحيث يصل الصوت عبر الهواء الى أذنك و يحدث اهتزازا في طبلة الأذن ، ثم ينتقل هذا الاهتزاز الى العظام الثلاث الصغيرة الموجودة في الاذن الوسطى ، و منها تنتقل الاهتزازات الى القوقعة ، و التي تنشأ على مستواها رسائل عصبية تنطلق عبر العصب السمعي الى الدماغ ، فندرك الاصوات.
- الطريقة الثانية هي السمع عن طريق التوصيل العظمي : عندما نتحدث ، تقوم حبالنا الصوتية بإرسال موجات صوتية تسبب اهتزازا في عظام الجمجمة الخاصة بك ، ثم ينتقل هذا الاهتزاز الى القوقعة ، فتنشأ رسائل عصبية تنتقل الى الدماغ . و بما ان الموجات التي تنتقل عبر العظام هي موجات طويلة فأننا نسمع صوتنا بشكل اكثر عمقا و رزانة ، و يشبه الامر كما لو اننا رفعنا من قيمة خاصية Bass في جهاز الراديو.
و هكذا فنحن نسمع صوتنا عبر هاتين الطريقتين ، اما الاصوات الاخرى ، فنسمعها عبر المسلك الهوائي فقط ، لهذا يختلف صوتنا عندما نسمعه مسجلا .
هذا الجانب هو العلمي للموضوع
أما من حيث الجانب النفسي ، يؤدي هذا الاختلاف الى تبرأنا من صوتنا المسجل بحيث نشعر بالخجل عند سماعه.
و لطمأنتك يجب ان تضع في الحسبان شيئين مهمين:
- ان اصواتنا مثل الموسيقى ، أي انها مسألة ذوق ، و قد يوجد من يروقه صوتك و من لا يعجبه.
- كما ان الاجهزة و المعدات التي تسجل الاصوات لا تستطيع تسجيل الصوت الطبيعي كما هو، و كمثال على ذلك استمع لتسجيل صوت احد اصدقائك ، ستجده مختلفا شيئا ما.
ثق في نفسك وافتخر بصوتك و لو كان مسجلا.
الكاتب رضوان بوهوش
الكاتب: