image_pdfimage_print

انجذاب الحشرات للضوء هي صفة طبيعية جداً لدى أنواع كثيرة من العثّ والحشرات.  ولا شك أنك لاحظت هذه الظاهرة عند تشغيل النور ليلاً،  حيث يتجمع سرب من الفراشات و الحشرات الطائرة حوله. إنهم هناك ليس لمهاجمتك و إنما لأنهم ينجذبون بشكل طبيعي للضوء فهو يحاكي ضوء النهار و القمر و النجوم، و يساعدهم في التنقل وينبههم إلى وجود الطعام.

Essaim d'insectes autour d'un lampadaire de nuit Tefe Brésil

quolibets

العديد من الحشرات و خاصة العث، هي كائنات ليلية، فقبل ظهور الأضواء الاصطناعية تطورت لديها ميزة الاعتماد على ضوء النجوم و القمر للتنقل في الظلام، حيث أن ضوء القمر يساعد الحشرات على الطيران بشكل مباشر بهدف الحصول على الغذاء و التكاثر.

 و منذ ظهور الأضواء الاصطناعية اختلط الأمر عندها، فهذه الأضواء تبدو أكثر سطوعاً و إشراقا، الشيء الذي يؤثر على أنظمة الملاحة عندها فتنخدع به و تتجه مباشرة نحو المصباح. العث على سبيل المثال يرى الضوء أكثر سطوعاً بإحدى عينيه مقارنة بالأخرى مما يجعل أحد جناحيه يرفرف أكثر من الآخر هذا ما يجعل نمط الطيران يكون دائرياً و مضطرباَ.

هناك نظرية تقول أن اللهب المنبعث من الشمعة يحاكي طول موجات الفيرومونات التي ترسلها إناث العث قصد البحث عن الذكور القادرين على الإنجاب.

أما في ما يخص الحشرات غير الليلية، فهي تنجذب لضوء المصباح ظنّاً منها أنه لايزال النهار، فيضطرب ميولها  الطبيعي للنوم ليلاً، هذا بالاضافة الى التأثير على غريزتها للتكاثر بسبب الضوء الاصطناعي.

يجذر الذكر أن الحشرات لا تنجذب تلقائيا إلى جميع أشكال الضوء. تشير المكتبة الوطنية في سنغافورة إلى أنّ الضوء يتكون من موجات، فالأزرق والبنفسجي أكثر جاذبية للحشرات، في حين أنّ الأضواء الصفراء والحمراء أقل جذباُ لها. أحد التفسيرات لذلك هو أن الزهور تعكس طبيعياً الأشعة فوق البنفسجية، مما يجعل الأضواء الزرقاء والبنفسجي أكثر جاذبية للحشرات التي تتغذى على الزهور.

إن إبقاء المصابيح مضاءة طوال الليل هو أمرٌ قاتلٌ للغاية، فالملايين من الحشرات تصير منهكةً بالدوران حول الضوء دون إيجاد شريكِ للتكاثر أو إيجاد الغذاء، و سرعان ما تموت.

إنّ إطفاء العديد من الأضواء الاصطناعية في الشوارع التي لا داعي لها، من شأنه أن ينقذ الملايين من الحشرات بالإضافة إلى توفير الطاقة.

المصدر: animals.pawnation


الكاتب: حورية الوهابي