image_pdfimage_print

عرفت سنة 2011 علامة فارقة في تطور النظام الغذائي للإنسان، حيث تجاوز الإنتاج العالمي للأسماك المستزرعة (نوع من تربية الأحياء المائية aquaculture) لأول مرة إنتاج لحوم الأبقار. هذا ما كشف عنه تقرير صادر عن معهد Earth Policy Institute نشر في 12 من هذا الشهر. ويشير التقرير إلى إنتاج الأسماك المستزرعة بلغ 66 مليون طن سنة 2012 مقابل 63 مليون طن للحوم الأبقار.

fish مع ازدياد الطلب العالمي من البروتينات الحيوانية والذي تضاعف خمس مرات خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ازداد الضغط على المراعي والمحيطات. وكنتيجة لذلك ارتفع انتاج لحوم الأبقار من 19 مليون طن سنة 1950 إلى أكثر من 50 مليونا في نهاية الثمانينات. في نفس الفترة انتقلت كمية الأسماك المصطادة في البرية من 17 مليون طن لتقارب 90 مليونا. لكن منذ نهاية الثمانينات تباطأ نمو انتاج لحوم الأبقار في حين استقرت كمية الأسماك المصطادة.

وهو ما يعني أنه لن يكون بالإمكان الحصول على المزيد من الغذاء من الأنظمة البيئية لأن معظم المراعي والمصايد بلغت قدرتها القصوى، حيث تعاني الأراضي من فقدان الغطاء النباتي الذي يحمي التربة من التدهور، وتعاني المصايد من الاستغلال المفرط بحيث أصبح من الصعب الحفاظ على نفس الكميات من الأسماك المصطادة.

في السابق كانت طبيعة البروتينات المفضلة لدى الناس تحدد بمكان عيشهم. في الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والأرجنتين وأستراليا ينجذب السكان إلى لحوم الماشية التي يرعونها. أما سكان السواحل والجزر فيفضلون الاسماك المصطادة كمصدر رئيسي للبروتينات. أم اليوم، ومع محدودية إمكانيات هذه الأوساط البرية وازدياد الطلب العالمي نتيجة التزايد السكاني، أصبح اللجوء لتسمين الماشية وتربية الأسماك أمرا شائعا في شتى بقاع العالم. لكن إذا كانت الأوساط البرية مكتفية ذاتيا فإن تسمين الماشية وتربية الأسماك يحتاج توفير كميات كبير من الغذاء لهذه الحيوانات. وعند مقارنة حاجيات الأسماك من جهة وحاجيات الماشية من جهة ثانية يتبين أن الأولى أكثر فعالية حيث تحتاج إلى كمية من الغذاء أقل بمرتين لإضافة نفس الوزن. وهذا ما سمح، حسب التقرير، بنمو قطاع انتاج لحوم الأسماك بنحو 6% سنويا خلال الخمس سنوات الماضية مقابل استقرار في انتاج لحوم الأبقار. مثال ذلك ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية التي انخفض فيها الإستهلاك الفردي للحوم الابقار بأكثر من 13% والدجاج ب 5% مقابل 2% في استهلاك لحوم الأسماك.

المصدر1

الصورة 2


الكاتب: محمد أيت بهي