image_pdfimage_print

هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد. اشتهر باسم ابن رشد الحفيد، ولد سنة 1126م بقرطبة، وهو فيلسوف و طبيب و قاضٍ و فقيه وفلكي وفيزيائي أندلسي. عاش فترة شبابه في أواخر العصر المرابطي، و هو العصر الذي كان معروفا بسلطة الفقهاء على الفكر و الثقافة و المجتمع و السياسة.

أبدى ابن رشد منذ صغره ولعا كبيرا بعلوم الفلك، حيث بدأ في عمر الخامسة و العشرين بمراقبة و ملاحظة سماء مدينة مراكش. قدم عدة اكتشافات و ملاحظات فلكية جديدة، كما كان ابن رشد يتمتع بملكة عقلية باهرة. ناقش نظريات “بطليموس” و قام بدحضها و أدلى بدلها بنماذج جديدة تعطي تفسيرات مخالفة لما جاء به “بطليموس” وجمعها تحت نظرية تسمى ب”نظرية اتحاد الكون النموذجي”. و من بين انتقاداته لنظريات “بطليموس” حول حركة الكواكب أنه قال: ‘‘من التناقض للطبيعة أن نحاول تأكيد وجود المجالات الغريبة والمجالات التدويرية، فعلم الفلك في عصرنا لا يقدم حقائق ولكنه يتفق مع حسابات لا تنطبق مع ما هو موجود في الحقيقة ’’

قدم أيضا انتقادات لفرضيات وضعها أبناء عصره من الفلكيين، و قدم للعالم و للغرب أول التفسيرات البدائية و الصائبة علميا لأشكال البقع الشمسية، كما قدم وصفا للقمر بأنه يحمل طبقات سميكة وأخرى أقل سماكة وتجتذب الطبقات السميكة نور الشمس أكثر من الطبقات الأقل سمكاً.

صنف المفكر المغربي محمد عابد الجابري مؤلفات ابن رشد في سبعة أصناف نذكر منها الأصناف الثلاثة التالية:

  1.       مؤلفات علمية تضم اجتهادات مختلفة كالطب في كتابــــه ” الكليـــات في الطـــب“.
  2.       مؤلفات الردود النقدية، كرده على الإمام الغزالي في كتابـــه “تهافـــت التهافـــت” و”الضميـــمة” و “فصـــل المقــال“.
  3.       مؤلفات المختصرات التي أدلى فيها ابن رشد بآراء مقتضبة يعرض فيها ما يعتبره ضروريا في الموضوع، ككتـــابه “الضروري في أصول الفقه أو المختصر المستصفى” و “الضروري في النحو“.

كانت مؤلفات ابن رشد تدرس في الجامعات الغربية إبان العصور الوسطى، و ظلت المدرسة “الرُّشدية” الفكر المهيمن في أوروبا إلى حدود القرن السادس عشر الميلادي.

المصادر: 1 2 3

 

 

 


الكاتب: نورة أبليق
المدقق اللغوي: علي توعدي