image_pdfimage_print

 

يقول الشاعر: “بان الشبابُ وأَمْسَى الشَّيْبُ قد أَزِفَا * * * ولا أرى لشبابٍ ذاهبٍ خلَفا”

هذا البيت الشعري هو تعبير مجازي عن الشيب، ذلك الحدث العمري الذي حير العلماء والباحثين لآلاف السنين، ولقد تمكن العلماء في السنوات الماضية من تحديد أسباب ظهور الشيب مع التقدم في السن، ومؤخرا تمكن علماء من التوصل إلى وجود علاقة وطيدة بين الإجهاد “stress” وبين فقدان مخزون الميلانين المسؤول عن تلوين الشعر.

© Katrin, Adobe Stock

لنتذكر أولا لماذا يصبح الشعر أبيضا مع التقدم في السن. يكسب الشعر لونه انطلاقا من الصبغ الموجود في الحبيبات الصبغية الموجودة في أسفل الشعر، ومع التقدم في السن، تنقص كمية الصبغ الموجودة أسفل الشعيرات بشكل لا رجعي، ما يؤدي إلى ظهور الشيب بشكل تدريجي في الرأس.

 قام علماء من جامعة الاباما في الولايات المتحدة الامريكية سنة 2018 بدراسة أثبتت أن ظهور الشيب لا يتعلق فقط بعامل السن، بل أن هناك عوامل أخرى  يمكنها التأثير على مخزون الصبغ الموجود في الشعر، من بينها المورثة “MIFT”  المسؤولة عن إطلاق الرد الفعل المناعي أثناء وجود فيروس داخل الجسم وهي التي تؤدي إلى أعراض جانبية من بينها إهدار المخزون المتوفر من الصبغ المسؤول عن تلوين الشعر، كما أظهرت الدراسة ذاتها أن الأنزيم “TRP-2(tyrosinase related protein-2)”  مسؤول أيضا عن فقدان كمية كبيرة من الصبغ المسؤول عن لون الشعر، كما أن نقص العديد من الفيتامينات والتدخين والتعرض للأشعة فوق البنفسجية لهم أيضا تأثير على فقدان لون الشعر في الجسم.

كما أظهرت الدراسة نفسها أن الأمراض المتعلقة بالمناعة الذاتية يمكنها أن تؤدي إلى فقدان لون الشعر أو فقدان الشعر في بعض الحالات عن طريق مهاجمة الخلايا الجلدية.

الدراسة نفسها التي نشرت على مجلة “ناتشر”  في الثاني والعشرين من يناير الماضي تحدثت أيضا عن تأثير الجهاز العصبي الودي “sympathetic nervous system” المسؤول عن الإجهاد النفسي «psychic stress» عن طريق إنتاج الناقل العصبي ” noradrénaline”، هذا الناقل العصبي تمتصه خلايا الشعر، ويقوم بعد ذلك بإتلاف كل المخزون المتوفر من الصبغ الميلانيني المسؤول عن لون الشعر في ظرف لا يتجاوز 5 ايام.

المصدر1
المصدر2

المصدر3
الصور:

© Katrin, Adobe Stock

© Goodluz, shutterstock.com


الكاتب: خالد اتخشي