من أين جاء فيروس “زيكا”؟
عُزل للمرة الأولى في عام 1947 ثم وُصِف للمرة الأولى كذلك في ورقة بحثية سنة 1952. وقد عُرف هذا الفيروس المسمى “زيكا” منذ وقت طويل، بافريقيا وجنوب آسيا، حيث وُصفت أقل من 15 حالة في الأدبيات العلمية. في العام 2007، عرف الفيروس انتشارا كبيرا بمنطقة “ياب”، وهي مجموعة جزر تقع غرب المحيط الهادئ، وهي جزء من ولايات ميكرونيزيا الموحدة، لينتقل بعد ذلك إلى الجزر المجاورة، ليستقر في البرازيل ومنها إلى أجزاء أخرى من أمريكا الجنوبية والوسطى والمكسيك، ثم منطقة البحر الكاريبي.
لماذا انفجر هذا الفيروس فجأة؟
ربما قلة الحالات التي سُجلت بأفريقيا وآسيا في الماضي، لم تلفت الإنتباه لخطورة الفيروس، لكن الإنتشار الواسع للوباء حاليا، كان حدثا متوقعا، نظرا للأعداد الكبيرة لبعوض Aedes aegypti، أو البعوضة الزاعجة المصرية، بأمريكا اللاثينية والمعروفة أيضا باسم بعوض الحمى الصفراء، ويعد ناقلا مهما لفيروس “زيكا”، إضافة إلى بعوضة النمر الآسيوية، التي يُعتقد أنها ناقلة أيضا للفيروس. كما أنه لم تكن لدى أحد في الأمريكتين مناعة ضد الفيروس. كما أن السفر يجعل الأمور أسوأ، فالبعوض الناقل للفيروس، لا يطير أكثر من بضع مئات من الأمتار خلال حياته؛ لكن التنقل بين المدن و البلدان، يساهم إلى حد كبير في نقل الوباء من خلال تلاقي أناس مصابين بآخرين غير مصابين في أماكن مغلقة مثل السيارات والحافلات والطائرات.
ما هي أعراض الإصابة بفيروس “زيكا”؟
إن أعراض الإصابة بفيروس “زيكا” غالبا ما تكون طفيفة وغير ظاهرة بوضوح، وهذا هو السبب الأساسي في عدم التعامل مع هذا الوباء بجدية أكبر في السابق، إذ أن حوالي 80 في المائة من المصابين، لا تظهر عليهم أية أعراض أو تظهر عندهم حمى خفيفة لبضعة أيام ثم تختفي.
هل حقا فيروس زيكا مسؤول عن ظهور عيوب خلقية لدى الأطفال حديثي الولادة؟
هناك أدلة ظرفية قوية على أن المناطق التي تعاني بشدة من هذا الفيروس بالبرازيل، شهدت زيادة حادة في عدد الأطفال الذين يولدون برؤوس أصغر بكثير من المعتاد بسبب حدوث فشل في اكتمال نمو الدماغ. لكن الأمر سيستغرق على الأقل عدة أشهر قبل صدور نتائج دراسة الحالات الأولى من النساء الحوامل المصابات بفيروس “زيكا”. وقد لاحظ الأطباء في البرازيل اعتمادا على الموجات فوق الصوتية، الحالات الأولى من الأجنة التي تعاني من مشكل صغر حجم الرأس، بعد فحوصات شملت مجموعة من النساء الحوامل خلال شهري يونيو ويوليوز،بعد الارتفاع المفاجئ في عدد الحالات الحاملة للفيروس. وقال مانويل سارنو، خبير في طب الأجنة في جامعة باهيا الفيدرالية، أن صغر حجم دماغ سُجل عند هذه الأجنة، يبدو مختلفا عن التلف الذي تحدثه أمراض أخرى في الدماغ مثل الفيروس المضخم للخلايا (CMV) أو الحصبة الألمانية. وقد قام سارنو وفريقه، بتتبع نساء حوامل مصابات بفيروس زيكا، ومن المرتقب صدور نتائج الدراسة أواخر الصيف المقبل. في حين، تجري أبحات ودراسات أخرى مماثلة في أماكن أخرى في كل من البرازيل وكولومبيا.
ما هي الأدوية المتوفرة حاليا ضد فيروس “زيكا”؟
لا توجد حاليا أية أدوية محددة ضد هذا الفيروس، لأنه حتى نهاية العام الماضي، كان الفيروس نادرا جدا، كما أن غالبية المصابين به، لا تظهر عليهم أعراض واضحة ملفتة للانتباه. الشئ الذي لم يدفع بأحد للبحت في نوع الأدوية التي يمكن أن توجه ضده.
ما الذي يمكن فعله لوقف انتشار الفيروس؟
إن وقف انتشار الفيروس رهين بالحد من أسراب البعوض المسؤولة عن نقله، وذلك باتخاد مجموعة من التدابير الوقائية، نذكر من بينها: إزالة خزانات المياه الصغيرة، مثل أواني الزهور، والإطارات والزجاجات الفارغة، والتي تعد أماكن مثالية لتكاثر البعوض. كما يمكن التقليل من التعرض المباشر لهذه الحشرات عن طريق وضع وسائل عازلة على واجهات النوافد أو دهن الجلد بمواد واقية أو استعمال مواد طاردة للحشرات.
المصادر: sciencemag ، berkeleywellness