قبل اكثر من شهر أكتشف في الصين فيروس جديد مسؤول عن أنفلونزا الطيور(A(H7N9 الذي يصيب كذلك الانسان. وحسب منظمة الصحة العالمية فإن عدد حالات الإصابة إلى غاية 29 أبريل الماضي وصل إلى 126 حالة من بينها 24 حالة وفاة. والفيروس ينتشر في جميع محافظات الصين ومن المتوقع أن يصل بسرعة إلى الدول المجاورة. لكن المنظمة إلى غاية الآن لم تنصح بأي إجراءات استثنائية على الحدود أو تحاليل للكشف عن المرض. ومن أجل الحد من انتشار المرض، قررت الحكومة الصينية البدء بإعدام الطيور المصابة مع تعويض يصل إلى 50% لفائدة المربين.
Imaginechina/Corbis
والأبحاث جارية على قدم وساق لتحديد مصدر الفيروس وكيف تمكن من اكتساب القدرة على إصابة الإنسان بالإضافة إلى تحديد مدى خطورته. إلى غاية الآن ليس هناك دليل على قدرة هذا الفيروس على الانتقال بين البشر. أما بخصوص أصله فقد نشرت دراسة جديدة في مجلة THE LANCET تتحدث عن أصل متعدد للفيروس. حيث اعتمد فريق البحث على مقارنة المادة الوراثية التي وجدت عند الأشخاص المصابين مع قاعدة البيانات المتوفرة بفضل العينات المأخوذة بانتظام من الحيوانات المصابة بأنفلونزا الطيور. وبينت النتائج أن المورثة المسؤولة عن تركيب جزيئة Hémagglutinine (المشار اليها بحرف H في اسم الفيروس) قد تكون وجدت عند طيور البط الأسيوية البرية. أما المورثة المسِؤولة عن تركيب جزيئة Neuraminidase (المشار اليها بالحرف N في اسم الفيروس) قد يكون مصدرها جماعة أخرى من البط البري القادم من أوروبا. فالجينات الداخلية الستة للفيروس قد يكون مصدرها مجموعتان من فيروس أنفلونزا الطيور H9N2 التي عزلت من الدجاج. ويمكن القول إذن: إن فيروس H7N9 عبارة عن خليط من هذه المصادر الأربعة.
نفس الدراسة أكدت أن سلالتين من هذا الفيروس تصيب الإنسان. ونظرا لكون بعض المصابين أكدوا على عدم حدوث اتصال مباشر مع الدواجن فإن وجود عائل وسيط (بين الدواجن والإنسان) ليس مستبعدا.
الكاتب: