أعلن باحثون من المتحف الغربي الأسترالي، بالتعاون مع معهد شميدت للمحيطات (Schmidt Ocean Institute)، في بيان صحفي مطلع شهر أبريل الماضي أنهم تمكنوا من العثور على كائن مذهل خلال رحلة استكشافية في شهر مارس الماضي، وفقًا لتقارير ساينس أفينير(Sciences et Avenir).
وقد جرت هذه الرحلة العلمية على متن السفينة الاستكشافية Falkor، عن طريق الروبوت «Sébastian»، وهو روبوت يدار عن بعد قام بعمليات غطس متعددة قبالة الساحل الغربي لأستراليا، حيث شاهد العلماء خيوطا ملتفة أثارت انتباههم، تقبع بالقرب من الشعب المرجانية Ningaloo.
ظهرت الخيوط في البداية أقرب إلى العوالق أو الأعشاب البحرية، ليتضح فيما بعد أنها عبارة عن سيفونوفور (سحاري) عملاق ينتمي لعائلة Prayidaes. وصل طول هذا الكائن لـ 46 مترا متجاوزا بذلك طول قنديل البحر لبدة الأسد (Cyanea capillata) الذي كان يعتبر أطول كائن في الأرض بطول 37 مترا، لينفرد بذلك السيفونوفور بلقب الكائن الحي الأطول على سطح الأرض.
الغريب في الأمر، أن اكتشاف هذا الكائن كان بمحض الصدفة، إذ غطت رحلة السفينة Falkor مساحة تقارب 4400 متر عمقا، ولكن رصد هذا الكائن حدث خلال عودة الروبوت «Sébastian» إلى سطح البحر وبالتحديد على عمق 600 متر، في مشهد نادر الحدوث.
وإضافة إلى السيفونوفور الضخم، تمكن العلماء من رصد ثلاثين نوعا جديدا، بعد إجراء مسح بصري متعدد، جمعوا بمساعدته عينات من الحمض النووي البيئي. وكان من بين الأنواع التي تم رصدها، مجتمع كبير من الإسفنج الزجاجي في يعيش في خليج كيب رينج كانيون.
معلومات عامة عن السحاريات العملاقة:
اسمها العلمي Praya dubia، وهي من الكائنات اللافقارية التي تعيش في أعماق البحار. وتتواجد عادة على ارتفاع يتراوح بين 700 و1000 متر تحت سطح البحر. وتنتشر على طول السواحل بين أيسلندا في شمال المحيط الأطلسي، إلى تشيلي في جنوب المحيط الهادئ.
تم رصدها لأول مرة في القرن التاسع عشر، ولم يتم تحديد طولها إلا في عام 1987 عندما قام باحثون في حوض خليج مونتيري بدراسة منهجية لعمودها المائي.
تنتمي Praya dubia إلى فئة Hydrozoa، التي تتشارك فيها مع أبناء أعمامها من قناديل البحر. وخلافا لطولها الهائل، فهي تتصف بسمك صغير جدا لا يتجاوز بضعة سنتيميترات. أما هيكلها الجسدي، فيتشكل من مجموعة من الكائنات تجتمع على شكل مستعمرة تتوزع فيها الوظائف بين أعضائها بشكل متكامل إذ لا يستطيع أي عضو أن يعيش بشكل منفصل عن المستعمرة، مشكلة بذلك كائنا واحدا قائما بذاته.
تعتبر السحاريات الضخمة من الكائنات التي تسبح بشكل متواصل، إلا أنها تستقر حين تجد منطقة وفيرة بالطعام، حيث تعمد على نشر خيوط من المخالب مغطات بخلايا نيماتويدية (Nematocystes)، تنتج لدغتها سموما قوية قادرة على شل فريستها أو قتلها حتى. وتعد السحاريات الضخمة من الحيوانات اللاحمة، فهي تتغذى على اليرقات والقشريات الصغيرة، إضافة إلى بعض الحيوانات الجيلاتينية الأخرى والأسماك الصغيرة. كما أنها تقبع على أعلى هرمها الغذائي، إذ لا يوجد لها أي مفترسات معروفة.
________________________
المصادر:
موقع Biology-Online.org:
https://www.biology-online.org/dictionary/Siphosome
https://www.biology-online.org/dictionary/Pneumatophore
https://www.biology-online.org/dictionary/Nectophore
https://www.biology-online.org/dictionary/Medusa
مصادر متنوعة:
http://iobis.org/explore/#/taxon/497295
http://www.jpost.com/Health-and-Sci-Tech/Science-And-Environment/Beauty-and-the-deep
https://www.montereybayaquarium.org/animal-guide/invertebrates/giant-siphonophore
https://www.nytimes.com/2017/12/19/science/deep-sea-food-web.htm
https://encyclopedia2.thefreedictionary.com/Dactylozooids
https://web.archive.org/web/19991128143839/https://montereybayaquarium.com/
http://animaldiversity.ummz.umich.edu/site/accounts/classification/path/Praya_dubia.html
http://www.lifesci.ucsb.edu/~biolum/organism/pictures/praya.html
http://www.siphonophores.org/lures.php
https://www.montereybayaquarium.org/animal-guide/invertebrates/giant-siphonophore
http://www.catalogueoflife.org/col/search/scientific/genus/Praya/species/dubia/match/1
http://www.sealifebase.org/Summary/speciesSummary.php?lang=french&id=44678
http://www.cbif.gc.ca/acp/fra/siti/regarder?tsn=51339
http://animaldiversity.org/accounts/Praya_dubia/
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/Taxonomy/Browser/wwwtax.cgi?lin=s&p=has_linkout&id=316184
http://www.ubio.org/browser/details.php?namebankID=4993697
http://www.marinespecies.org/aphia.php?p=taxdetails&id=135466
https://doris.ffessm.fr/Glossaire/Pneumatophore/(rOffset)/0
قنوات على اليوتيوب:
مواقع إخبارية:
https://www.aljazeera.net/news/science/2020/4/15/هذا-هو-ربما-أطول-مخلوق-يعثر-عليه-في