يعرف الجيولوجيون أن هناك نوعان من المدن المفقودة تحت الماء: مدن بناها البشر، وأخرى لا دخل له في بنائها منها مدينة اكتشفت من طرف سياح خلال غطسهم بسواحل جزيرة زاكينتوس اليونانية سنة 2014، وبعد رفعهم للصور الملتقطة لما يعتقدون أنه يشبه بقايا ممر مرصوف بالأحجار على “غوغل أورث“، أطلقت مصلحة الآثار التابعة لوزارة الثقافة تحقيقا، بين غياب بقايا أدوات بشرية مثل العملات المعدنية والمجوهرات، مما جعل احتمال كون هذه البنيات من صنع البشر ضعيفا.
The Ephorate of Underwater Antiquities
قال باحثون في بحث نشر مؤخرا في دورية الجيولوجيا البحرية والبترولية، أن هذه البنيات المصقولة هي من صنع الميكروبات، حيث قاموا بفحص الأرض تحت الماء ومستويات نظائر الكربون والأكسجين والسترونسيوم في هذه البنيات لتحديد كيفية تكونها.
الجواب: على مستوى الرواسب تنمو البكتيريا المختزلة للكبريتات بفعل الميثان المتسرب من قعر البحر، ويؤدي نشاطها إلى تغيير كيمياء التربة مما وفر ظروفا مناسبة لتكون صخرة كربوناتية غنية بالمغنيزيوم تدعى الدولوميت. عندما تكون تسربات الميثان منتشرة (غير مركزة) تكون البكتيريا بنيات من الدولوميت على شكل صفائح تشبه أحجار الترصيف. عندما تكون التسربات مركزة فإن البكتيريا تساعد على تكون بنيات شبيهة بكعك دائري أشبه ما تكون بالعجلات. حدثت هذه العملية قبل حوالي 3 مليون سنة، واستغرقت ربما مئات الآلاف من السنوات، وهي رمشة عين في الزمن الجيولوجي لكن أطول بكثير من الوقت اللازم لبناء مدينة بشرية.
المصدر: ساينس