أكيد أن العصر الحالي هو عصر نضج الطاقات المتجددة حيث أصبحت مصادرها أكثر من أي وقت مضى أكثر شعبية وفاعلية من حيث تكلفة الكهرباء. فهناك دول تميزت ببنية تحتية للطاقات النظيفة جعلتها تتقدم على مثيلاتها بإنجازات تاريخية، وأحدث مجد يذهب إلى البرتغال.
تظهر الأرقام الأخيرة أن الحاجيات الطاقية للبلاد لُبيت اعتمادا على الطاقة الشمسية والريحية والكهرمائية لمدة أربعة أيام على التوالي هذا الشهر دون الحاجة لمحطات الفحم والغاز الطبيعي، وامتدت 107 ساعة من صباح السبت 7 ماي إلى مساء الأربعاء 11ماي بمستوى غير عاد وقياسي.
تشير الأرقام الصادرة عن جمعية نظام ZERO للأراضي المستدامة في البرتغال بالتعاون مع جمعية الطاقة المتجددة البرتغالية (APREN)، إلى أن البلاد قطعت شوطا طويلا من حيث تبني الطاقة النظيفة في العقود الأخيرة، وتنوي تحسينها في المستقبل القريب.
يشير بيان على موقع ZERO: “أن البرتغال يمكن أن يكون أكثر طموحا في تحوله الطاقي حيث يمكنه استهلاك صافي الكهرباء من الطاقات المتجددة بنسبة 100 في المئة، مع انخفاض كبير لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتغير المناخ”.
و يتزامن هذا الإنجاز مع خبر تحقيق ألمانيا لهدف مشابه حيث تمكنت من تلبية 95 في المئة من احتياجاتها من الطاقة من مصادر متجددة يوم الأحد 8 ماي.
بدأت الرحلة مع قدرة البرتغال على الاعتماد كليا على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية لعدة أيام، في وقت يتوقع أن يكون هذا مدخلا في المستقبل لجميع أنحاء أوروبا في تحطيم الأرقام القياسية الطاقية. فإذا بقيت متطلعا على عناوين أخبار الطاقة، سترى أن الدول في جميع أنحاء أوروبا هي جزء من هذا الزخم، بدءا من اسكتلندا التي تكثف قطاع طاقة الرياح، إلى صناعة الطاقة الكهرومائية المزدهرة في النمسا.