موعد مع “عبور كوكب عطارد” الإثنين 9 ماي 2016
يشهد العالم غدا الإثنين 9 ماي 2016 حدثا فلكيا نادرا، وهو عبور كوكب عطارد أمام قرص الشمس، ويمكن لهواة الفلك والفضاء مشاهدة الحدث بين الساعة 11:12 و 19:42 بتوقيت غرينيتش.
قبل أن نتحدث عن ظاهرة “عبور عطارد”، لنتعرف قليلا على هذا الكوكب.
عطارد هو الكوكب الأصغر بين الكواكب الثمانية في النظام الشمسي وأقربها إلى الشمس. يصل قطره إلى 4897 كيلومتر وليست له أقمار. يدور حول الشمس بسرعة فائقة لذا أطلق عليه الرومانيون اسم “ميركوري” نسبة للإله الروماني ميركوري الأسرع. يقوم عطارد بدورة واحدة حول الشمس في مدة 88 يوما من أيام الأرض، ويوم على عطارد يدوم فترة أطول من يوم على كوكبنا الأزرق(يوم على عطارد يقابله 59 يوم أرضي). عطارد أكبر قليلا من قمر الأرض ويتكون من مواد ثقيلة مثل الحديد، لذا فهو أثقل من القمر.
سطح عطارد يبدو مماثلا لسطح القمر، فهو مغطى بالثقوب والحفر تسمى “الفوهات التصادمية” نتيجة للقصف النيزكي المتساقط على الكوكب من الفضاء. كما أن عطارد لا يتوفر على غلاف جوي يحميه من البرودة أو الحرارة الشديدة.
تحول الظروف دون إرسال مركبة فضائية مأهولة إلى الكوكب الأقرب من الشمس. يعد مسبار مارينر 10 أول مسبار قام بزيارة عطارد ما بين سنتي 1974 و1975، بعدها ب 30 سنة أرسلت الناسا مسبار ميسانجر حلق حوله ما بين 2008 و 2009 ثم يعود إلى مدار عطارد سنة 2011 ليكشف لنا عن المزيد من التفاصيل.
مرور الزهرة و عطارد بين الأرض والشمس يسمى “العبور الشمسي” لكونهما الأقرب إلى الشمس، ويحدث مع الكوكب الأول أقل من مرتين في القرن ومع الثاني 13 أو 14 مرة في القرن.
تابعوا الحدث من الساعة 11:12 إلى 19:42 بتوقيت غرينيتش، وسيمكن دوران الأرض المتواصل كل مراقبي السماء في أرجاء المعمور من تتبع هذا الحدث باستثناء أستراليا و نيوزيلاندا و أندونيسيا والفلبين ومنطقة صغيرة من شرق آسيا، عبور يمثل بنقطة سوداء على ستار شاشة قرص الشمس.
ترجع ندرة هاته الظاهرة إلى وجود الكوكب الأزرق بنقاط مختلفة من مداره حال مرور عطارد بينه وبين الشمس، ولكي توجد هاته الأجرام السماوية الثلاث على مستوى ترتيب خطي واحد مثل ما سيحدث يوم الإثنين 9 ماي 2016، لابد لعطارد من اللحاق بالأرض خلال 365.25 يوم دوران حول الشمس كما توضح الصورة التالية:
وجب تنبيه وتحذير هواة الفلك الشغوفين بالإستمتاع بجمالية اللحظة والمشهد إلى ضرورة استعمال تلسكوبات فلكية خاصة لرصد الشمس حفاظا على سلامة العين، فعطارد صغير جدا مقارنة بالنجم الهائل ـ يمثل 1/160 من قطر الشمس ـ لذا لابد من الحماية المناسبة تفاديا للإضرار بشبكية العين.
الفيديو الموضح للظاهرة على الرابط التالي:
المصادر: ناسا، سبيس، علم ومستقبل1، 2