لطالما أردنا أن نحقق نسبا عالية في الإنتاج، وأن نتغلب على عقارب الساعة في إنجاز أعمالنا، لكن في حالات كثيرة تخوننا توقعاتنا ونجد أنفسنا قد تجاوزنا الأجل المحدد، فما الحل يا ترى؟ أنتمم العمل رغم كل شيء؟ أم نصاب بالإحباط واليأس، لنكتشف معا ما توصلت إليه الأبحاث في هذا الصدد.
اعتمد البحث على خمس دراسات مختلفة شملت الآلاف من الأشخاص، بهدف معرفة كيفية الحفاظ على حماسنا عند إخفاقنا في احترام الوقت المحدد لإنجاز عمل ما، فالشعور بالمسؤولية والإحباط يؤدي بالشخص إلى الاستسلام والانسحاب ويفقده الرغبة في إتمام ما بدأه رغم وصوله لمرحلة متقدمة من إنجازه، وربما يجعل الأعمال الأخرى قيد الانتظار.
قام فريق من جامعة كولومبيا بثلاث دراسات تحليلية، اعتمد فيها على استطلاعات رأي بسيطة تحث المشاركين على ذكر تجربة تجاوز التاريخ المحدد لعمل ما، والتفكير في كم الأعمال المخطط إنجازها خلال الأسبوع الفائت، وما مدى رغبتهم في إكمال ما بدؤوه و تحمسهم لإنهاءه؟ إذا كانت إجابتهم بنعم مستعدون، ما رأيهم في عمله بعد سبعة أيام.
أجريت دراسة أخرى مدفوعة الثمن على الأنترنت، على مجموعة من الطلبة لاستكمال الاستطلاع خلال يومين، من 24 طالبا فقط 27% منهم من فضل العودة لمتابعة إنهاء العمل بعد مضي الوقت المحدد وهم الأكثر انشغالا.
كما عمل الباحثون على دراسة العديد من البيانات لمدة 18 شهرا وتدقيقها، شملت 28800 مشارك، حسب السلوكات المسجلة على تطبيق إدارة الأعمال، وتوصلت إلى أن الأشخاص الذين يتوفرون على جدول زمني مكثف هم من يتأخرون في إنهاءه في الوقت المحدد، لكنهم بالمقابل كانوا قادرون على كسب تحدي إتمام أعمالهم.
أكد التقرير الذي نشر على دورية “الشخصية و علم النفس الاجتماعي” أن انشغال الشخص يؤثر عليه إيجابا، فيجعله أكثر حماسا وطموحا لإنجاز الكثير من الأعمال و إنهاءها رغم تجاوز الوقت المحدد، وينتج عن ذلك حسن استعمال الوقت والرفع من إنتاجية الفرد.
رغم توفرك على وقت محدد، ربما تظن أنه لن يكفيك، ولكن حسن استخدامك له هو من يقوي من حماسك ويشجعك على الاستمرار مهما كثرت التزاماتك، ستتكمن من التحكم في إدارتها.
في الختام، عزيزي القارئ، اعلم أن سر إنتاجية أكبر تكمن في طموح أكبر، فما عليك إلا أن تكثر من رسم أهداف تفوق توقعاتك، وتستمر في الجهاد من أجل تحقيقها فرغم إخفاقك في عدم احترام الأجل المحدد إلا أنها تحفزك وتعلي من رغبتك في كسب الرهان وتحضرني مقولة للكاتب الإرلندي أوسكار وايلد:
“علينا دائما التصويب في اتجاه القمر، فحتى إذا لم ننجح فسننتهي بين النجوم“