المغرب العلمي

يحي ولد حامدٌ

عالم رياضيات متميز، ترك تراثا علميا رياضيا مميزا، صنف رحمه الله الأول عربيا، والثالث عالميا في ميدان الرياضيات. كما صنف الأول عالميا في مجال تخصصه الرياضي. مات غريبا عن وطنه، وكانت وفاته خسارة للعالم الإسلامي خصوصا والعالم الإنساني عموما.

الصورة: الوكالة الموريتانية للصحافة

ولد في أكتوبر سنة 1947 في أطار، من أسرة تنتمي لقبيلة أولاد ديمان.

كان والده المختار ولد حامدٌ (مؤلف موسوعة حياة موريتانيا) أستاذا ومؤلفا موسوعيا كبيرا ومؤرخا وجغرافيا ولغويا وقاضيا وشاعرا، قبل أن يتولى وظائف سامية في الدولة الموريتانية ويسهم في سنة 1959، في تحرير دستور الجمهورية الإسلامية الموريتانية.

في سن الخامسة عشرة، توجه ولد حامدٌ إلى القاهرة للدراسة فيها، وبقي هناك إلى أن أكمل الدراسة الجامعية في تخصص الرياضيات.

وفي سنة 1971، عاد إلى نواكشوط وبدأ التدريس في المدرسة الوطنية لمادتي الرياضيات والفيزياء؛ عشر سنوات قبل إنشاء جامعة نواكشوط.

وفي سنة 1975 التحق بجامعة السربون في فرنسا، حيث حصل على شهادة التبريز مع دكتوراه الدولة في الرياضيات سنة 1980. وفي نفس السنة حصل على وظيفة باحث بالمركز الوطني للأبحاث العلمية CNRS بفرنسا. وهي الوظيفة التي ظل يشغلها ضمن وظائفه العلمية المتعددة، حيث عمل الفقيد الدكتور يحيى ولد حامدٌ أستاذا محاضرا في عدد من الجامعات العالمية بفرنسا وإسبانيا وألمانيا وكندا وأمريكا واليابان وفنزويلا والهند، وكان يحاضر بالفرنسية والعربية والإنجليزية والألمانية والإسبانية، وأنتج لوحده مائة بحث ونظرية رياضية، 95 بحثا منها منشورة على موقعه الرسمي التابع لجامعة باريس6.

وفي سنة 2001 عين مديرا للبحث من الدرجة الممتازة في نفس المركز الذي ظل متشبثا بولد حامدٌ منذ أن اكتشف قدراته الهائلة قبل ثلاثين سنة.

تخصص في :

– نظرية الأعداد الزائدة

– نظرية مينكوفيسكي

– المشكلات الإيزوبيريمترية

– نظرية زوائد المتتاليات

يعتمد على عدد من نظرياته في الصناعات التطبيقية الحالية في مجالات المعلوماتية والكهرباء والفضاء، وفازت إحدى نظرياته الرياضية التي قدمها أحد طلبته اليابانيين بجائزة فيلدز التي تعادل جائزة نوبل.

حصل ولد حامدٌ على العشرات من الأوسمة والتقديرات الكبيرة من بينها جائزة شنقيط التي حصل عليها في عهد الرئيس السابق معاوية ولد الطايع.

وكان رحمه الله وطنيا محبا لوطنه رفض العمل في الولايات المتحدة الأمريكية، رغم الامتيازات والإغراءات الكثيرة التي عرضت عليه، كما رفض الجنسية الفرنسية التي عرضت عليه أكثر من مرة، مفضلا الاحتفاظ بالجنسية الموريتانية.

رحل عن الدنيا رحيلا مفاجئا بعد مرض سريع يوم 11 مارس 2011. تاركا حزنا وأسا عميقين في قلوب رفاقه ومحبيه، وفراغا كبيرا في علم الرياضيات.

المراجع:

YAHYA OULD HAMIDOUNE,GRAND MAURITANIEN,HOMME SINGULIER, MATHEMATICIEN D’EXCEPTION par/ALAIN PLAGNE

wikipedia