المغرب العلمي

هنيئا لمن يغسل أوانيه بيديه ويدوس التراب بقدميه

أطفال يلعبون ويمرحون، يفترشون الثرى بثيابهم الرثة، وفي كل شبر منها بصمات ما يأكلون، مثل هؤلاء قليلوا العلل، مل السقم وأعلن براءته منهم، اذ انتصروا عليه في جميع المعارك التي شنها عليهم. وآخرون مكرمون معززون، حصنهم آباؤهم من كل مكروه، وشيدوا بينهم و بين السقم بروجا، لكنهم في نهاية المطاف يخِرون صرعا، فيستلذ المرض بعذابهم ويمارس عليهم ساديته في أقصى صورها.

تكشف لنا المقالة التالية، بعض خيوط هذه المفارقة الصادمة. فقد عززت دراسة تمهيدية حديثة نشرت في دورية طب الأطفال ما يعرف بــ ” فرضية النظافة “، التي ترتكز على أن تعريض الجهاز المناعي لبعض المخاطر مفيد له، وترجع سبب إصابة العديد من الأطفال في وقتنا الحاضر بالحساسية المفرطة، إلى كون بيئتهم بكل بساطة نظيفة جدا.

وقد أجريت هذه الدراسة الاستبيانية على 1029 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 7 و 8 سنوات، من كيرونا شمال السويد، و مولندل الموجودة في منطقة غوتنبرغ بالساحل الغربي الجنوبي.

خلصت الدراسة إلى أن خطر الإصابة بأمراض الحساسية يقل بشكل لافت عند الأطفال الذين تعتمد أسرهم على غسل الأواني باليد، أكثر من أولئك الذين تعتمد أسرهم على غسل ماعونها بغسالة الأواني. فكانت الخلاصة أن طرق غسل الأواني الأقل كفاءة تساهم في زيادة التحمل، وذلك عن طريق التعرض لعدد مهم من البكتريات.

المرجع:

Allergy in Children in Hand Versus Machine Dishwashing: Bill Hesselmar,  Anna Hicke-Roberts, and Göran Wennergren. Pediatrics peds.2014-2968; published ahead of print February 23, 2015,doi:10.1542/peds.2014-2968