في دراسة عن كيفية تعلم الأطفال ثنائيي اللغة للنظامين الصوتيين للغتين متزامنتين في الاكتساب، اكتشف سكوت فريدمان ـ الأستاذ المساعد بعلم الأمراض والاضطرابات اللغوية و الصوتية والسمعية بكلية إيثاكا ـ نظرية تشير إلى أن الأطفال يمكنهم تعلم لغتين بنفس سهولة تعلم لغة أم واحدة.
يؤكد فريدمان على أن عملية تعلم لغة ما قد يبدو شاقا للوهلة الأولى، إلا أن كلا من معاني الكلمات والأصوات والدلالات النحوية تستخرج من مجموع الكلام الوارد. وحتى وإن كانت هذه المهمة شاقة نسبيا، إلا أنها تنفذ نمطيا بجهد يسير من طفل بالكاد بلغ سنة من العمر.
كانت النقاشات عادة تدور حول إذا ما كان لدى الطفل مزدوج اللغة مجموعة واسعة من الأصوات من اللغتين أم أنه، على العكس، يمتلك نظامين منفصلين للصوت. وطريقة اختبار هذه النظرية هي بقياس إنتاج لغة الطفل في كلتا اللغتين باستخدام قدر معين من التعقيد ومن ثم المقارنة بين اللغتين.
وقد توقعت فرضية تم طرحها قبل عدة سنوات أنه رغم كون الأطفال مزدوجي اللغة قد يختلفون في نتاجاتهم اللغوية، إلا أنها تبقى متقاربة على العموم، ويقول فريدمان بأن هذه الفرضية تأكدت من خلال دراسة لأطفال مزدوجي اللغة إنجليزية – مجرية (هنغارية).
دراسة فريدمان اعتمدت مهمة تسمية الصور، وقارنت بين إنتاجات اللغة لخمسة أطفال مزدوجي اللغة الإنكليزية -الإسبانية، بإنتاجات خمسة أطفال يتحدثون الإنجليزية فقط وخمسة يتحدثون الإسبانية فقط. النتائج أكدت الفرضية، حيث لم يجد فريدمان اختلافا في إنتاج الأطفال بلغتين ونظرائهم من أحاديي اللغة الإنكليزية أو الإسبانية، وهو ما يشير بشكل كبير إلى استقلال بين نظامي الصوت للطفل مزدوج اللغة.
فريدمان أكد على أن الأطفال مزدوجي اللغة لا يتعلمون فقط مجموعتين من الكلمات في وقت واحد ويحافظون على هذين النظامين منفصلين، بل إنهم يبقون حتى أنظمة الصوت للغتين منفصلة، وهو ما يفند صحة عدم تلقين الأطفال لأكثر من لغة عند الولادة بحجة لأنها قد تكون مشوشة أو مربكة.
تجدر الإشارة إلى أن نتائج دراسة فريدمان كانت قد نشرت ب ‘المجلة الدولية لثنائية اللغة’ في دجنبر2012