هل من الممكن التنبؤ بالوفاة انطلاقا من عينة دم؟
تكشف تحاليل الدم الكثير عن حالتنا الصحية؛ لكن في دراسة علمية، وجد الباحثون العلاقة بين بعض الواسمات البيولوجية و…. العمر المتبقي.
الواسمات البيولوجية هي خاصية فيزيولوجية، كيميائية حيوية أو جزيئية، يمكن رصدها في نسيج أو سائل بيولوجي (دم، بول،…) ويمكن أن تساعد في تشخيص مرض ما.
لقد تم تحديد بعض الواسمات البيولوجية للالتهاب وفرط سكر الدم، باعتبارها مرتبطة بسرطانات معينة، أمراض تنفسية، تعفنات أو أمراض القلب والشرايين (على سبيل المثال، نسبة الكولستيرول تسمح بالتنبؤ باحتمال الإصابة بمرض القلب والشرايين). في هذه الدراسة، حاول الباحثون تحديد عدة دلائل بيولوجية قد تمكن من التنبؤ بالموت في المدى القصير.
خضعت دماء 9842 شخصا، تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 سنة، للتحليل. وقد توفي 508 شخصا من بين الأفراد الذين خضعوا للمتابعة لمدة خمس سنوات. كان الهدف هو التحديد الدقيق للجزيئات المتواجدة في هذه العينات الدموية، وإيجاد العلاقة بين هذه السمات الجزيئية والوفيات، باستعمال طرق إحصائية. نفس التحليل خضع له الأشخاص الذين بقوا على قيد الحياة.
بلغ عدد الواسمات البيولوجية المرشحة 106. وقد تم قياس وجودها في العينات الدموية باستعمال قياس الطيف بالرنين المغناطيسي النووي، الذي يمكن من القياس الدقيق للجزيئات المتواجدة في الدم. وتضمنت هذه الواسمات البيولوجية المرشحة دهنيات، بروتينات و أيضا ذات وزن جزيئي منخفض مثل الأحماض الأمينية.
من بين الواسمات البيولوجية المرشحة ال106، تمكن الباحثون من تحديد 4 دلائل بيولوجية تنبئ باحتمال الموت في مدى قصير، لأسباب متعددة: البروتين السكري الحمضي الفا 1 (حمض ألفا-1- غليكوبروتين)، السترات (citrate)، الزلال و VLDL (very low density lipoprotein).
بعد عمليات إحصائية، تبين أن هذه الواسمات البيولوجية الأربعة مرتبطة بنسبة تنبؤ عالية لاحتمال الوفاة، لأسباب مختلفة ( أمراض القلب الشرايين وغيرها، والسرطان). نفس هذه النتائج تم التوصل إليها وتأكيدها لدى مجموعة أخرى من نفس الدراسة.
المضامين السريرية لهذه النتائج غير واضحة لحد الساعة، لكن هذا النوع من الدراسات يظهر أهمية وضع سمات جزيئية على نطاق واسع للكشف عن دلائل بيولوجية مسؤولة عن بعض الأمراض.
الاختبار الذي قد يمكننا من التنبؤ بالوفاة خلال خمس سنوات، من خلال عينة دم، ليس بالأمر الممكن حاليا. للتذكير، فهذه النتائج لا يمكن أن يتم التوصل إليها إلا بعد تحاليل إحصائية متطورة تخضع لها فئة عريضة من الناس. ولتوضيح دور الدلائل البيولوجية ، يلزم القيام بدراسات أخرى ترمي إلى وضع استراتيجيات مستهدفة للوقاية انطلاقا من الهوية الجزيئية لكل فرد.