هل فعلا هبط نيل ارمسترونغ وزميله ألدرين Neil Armstrong and Buzz Aldrin على سطح القمر سنة 1969؟ أم أن الأمر مجرد فيلم من إخراج الولايات المتحدة لاستعراض عضلاتها أمام العالم خصوصا، وأنها كانت في خضم حرب باردة ضروس مع الروس؟
الشيء الجيد بشأن العلم أنه صحيح، سواء أمنت به أم لا، العلم لا يحابي أحدا. الصرامة المنطقية التي تميزت بها العلوم كانت سببا في تجنيب العلم والبشرية ويلات الدخول في متاهات الايدولوجيا والمعتقدات الدينية، والتي لا تكون دائما في نفس الجانب مع العلم. أصحاب نظرية المؤامرة Conspiracy theoryغالبا ما يذهبون في هذا الاتجاه ويقومون بخلط الحقائق العلمية مع الخيال العلمي، ويتم نشرها في صفوف العامة، لتنتشر انتشار النار في الهشيم. إحدى الأحداث العلمية و التي غيرت تاريخ البشرية إلى الأبد، كانت بداية غزو الإنسان للفضاء و صعوده إلى القمر في 21 يوليوز 1969. أسيل الكثير من المداد حول مصداقية هذا الحدث، والعديد من الأفلام السينمائية والوثائقية تحدثت عن هذه النقطة بالذات، واعتبرت حدث صعود الإنسان للقمر مجرد تمثيلية أمريكية قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية إبان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، بالإضافة إلى الحدث كان بمثابة إلهاء للأمريكيين بعد فشل بلادهم في حرب الفييتنام. المشككون طرحوا أسئلة عديدة ومشروعة، فمن بين الإشكالات التي أثيرت كانت مسألة رفرفة العلم الأمريكي على سطح القمر الذي لا يحتوي على غلاف جوي، وكذلك عدم رؤية النجوم في خلفية الصور الملتقطة، بل وطرحت العديد من الأسئلة حول ملتقط الصور، خاصة صورة الخطوات الأولى لارمسترونغ. لتبيان الحقيقة رد العديد من العلماء والمتخصصين على هذه الادعاءات وتم تفنيدها:
1- لماذا يرفرف العلم الأمريكي بالرغم من غياب الريح والغلاف الجوي على سطح القمر؟ رفرفة العلم ليست نتيجة الغلاف الجوي، وإنما نتيجة رائد الفضاء الذي حاول وضع العلم فقام بتحريك حامل العلم يمنة ويسرة قصد غرزه في تربة القمر مما أدى إلى تحريك العلم في الوهلة الأولى وأخذه لهيئة علم يرفرف، وبقي على هذه الحالة.
2- أثيرت الريبة كذلك حول الظلال التي لم تكن متجانسة، ظلال رائدي الفضاء وكذا ظلال المركبة والأدوات المستعملة، مما أدى إلى القول أنه تمت فبركة الظلال. والحقيقة أن ظاهرة الظل على سطح القمر معقدة نتيجة وجود مصادر عدة للضوء: الشمس، الأرض، سطح القمر، الرواد أنفسهم.
3- لماذا لم تظهر النجوم في الصور الملتقطة على القمر؟ رائدي الفضاء أيضا أكدا أنهما لم يريا أية نجوم في سماء القمر وتم تعليل ذلك بشدة الضوء الآتي من الشمس.
بالإضافة إلى كل هذا فرحلة أبوللو هذه استغرقت 12 سنة من التحضير بمشاركة أكثر من 4000 عالم ومهندس، ومن المستبعد جدا أن يقوم كل هذا العدد من العلماء بالتأمر على مثل هذا الحدث. رائدا الفضاء ارمسترونغ وألدرين لم يعودا بخفي حنين من القمر، بل جلبوا معهم كمية كبيرة من الأحجار والتربة (قرابة 500 كيلوغرام) والموجودة حاليا في متاحف ومختبرات علمية في كل بقاع العالم ومتاحة للباحثين في هذا المجال.
للإشارة فقط فلم تقم أية هيئة علمية معترف بها منذ 1969 إلى حد الآن بالتشكيك في هذا الحدث.
بعد رحلة ابوللو 1969، قامت الناسا NASA بتنظيم العديد من الرحلات إلى القمر، وبلغ عدد رواد الفضاء الذين هبطوا على سطح القمر ما مجموعه اثنا عشر رجلا. ومؤخرا استطاعت الناسا إرسال المركبة كيريوزتي التي حطت بسلام على سطح المريخ.