يقوم الكثير من الناس بوضع الزبدة أو الزيت على الحروق الجلدية لأسباب غير معروفة، ربما لإزالة الألم أو لتفادي ظهور أثر الحرق على الجلد بشكل دائم، لكن المذهل في الأمر أن الساحة العلمية لا تساند هذه العادة العريقة ولا تنصح بالقيام بها لأنها تزيد الوضع سوءا.
قد يكمن السر وراء استعمال الزبدة عند الإصابة بالحروق الجلدية، في كون الزبدة مادة تمتص الحرارة وتعمل بذلك كمهدئ فوري للألم، ولكن، إلى حد الآن، لا توجد أي دراسة تثبت الخاصيات العلاجية لهذه المادة، فقد تكون الزبدة فعالة في تسكين الألم بشكل مؤقت في الحروق الحديثة، لكنها تفتقر إلى المركبات المعقمة والمضادات الحيوية، كما تصعب عملية تحرير الحرارة إلى خارج النسيج المتضرر. إضافة إلى هذا، فإن الزبدة وغيرها من المواد الدهنية تزيد الوضع سوءا لأنها قد تختمر على الجرح بسبب الحرارة وتعلق فيه الملوثات بسهولة.
ما ينصح به الخبراء في حالة الحروق الجلدية هو الوقاية من العدوى عبر تنظيف منطقة الحرق وإزالة الألم، كما يعد تبريد منطقة الحرق أمرا أولويا، لأن الضرر الذي يحدث على مستوى النسيج الجلدي ناتج عن ارتفاع درجة الحرارة، وقد وُجد أن الماء البارد (ليس الثلج) هو الأنجع للقيام بهذه المهمة لأنه يحد من الضرر ويسكن الألم وينقص من الالتهاب. بعد التبريد والتعقيم، يمكن استعمال مضادات حيوية لتفادي العدوى.
توجد الكثير من العلاجات المنزلية المستعملة في الحروق، مثل البطاطس والطماطم والحليب وحتى معجون الأسنان، ولكن العلم لم يؤكد فعاليتها بعد، وبعضها قد تكون مضرة كالزبدة لأنها تفاقم الوضع وتبطئ مدة العلاج.
المصادر: جامعة أركانساس للعلوم الطبية، bidmc