أنْ تملك عينين فاتحي اللون أمر يجعل نظرك في خطر خصوصاً إذا ما عرّضتهما لأشعة الضوء، هذا ما يعتقده الكثير من الناس، لكن هل فعلا العيون فاتحة اللون تكون أكثر حساسية للضوء؟
إنّها أسطورة، فالعيون الزرقاء أو الخضراء مثلاً، ليست أكثر حساسية للضوء، لكون القزحية ( الجزء الملون من العين) تحمي شبكية العين من أشعة الضوء التي تدخل إليها، بحيث تتحكم في اتّساع الحدقة ، فتتقلص في الإضاءة القوية، و تتوسع في الإضاءة الخافتة، بغضّ النظر عن لون العيون.
يرجع السبب في اختلاف لون العيون إلى صبغات الميلانين في الطبقة السطحية للقزحية، فكلما كانت كمية الصبغات كبيرة، كان لون العيون داكنا، و هذه الصبغات ليست هي التي تحمي العين من الضوء، وإنما طبقة أخرى توجد تحت هذه الصبغات الملونة تتجه نحو الشبكية، و تكون غامقة تماماً كيفما كان لون العيون.
وقد أجريت العديد من البحوث لدراسة فيما إن كانت العيون الفاتحة اللون أكثر عرضة لبعض الأمراض مثل التنكس البُقعي (تلف مركز شبكية العين)، فتوصلوا إلى عدم وجود أي ارتباط بينهما. إلاّ في حالة الغياب التّام لصبغات الميلانين في طبقتي القزحية ( في الحالات القصوى للمهق) مما يسبب لهم اضطرابات في البصر.
يقول جون أنطوان برنارد، المدير العلمي للجمعية الفرنسية لطب العيون، أن لَون العيون ببساطة له دور تجميلي فحسب، وليس له تأثير على العيون إلاّ كما تؤثر ألوان الريش على العروض الجوية للطيور.
المصادر : science-et-vie , larecherche