تعد الحساسية الناجمة عن القطط من أكثر الحساسيات انتشارا، بحيث أن ثلث الأشخاص المصابين بالربو لهم حساسية من القطط، و يربط معظم الناس ظهور هذه الأعراض بزغب القطط المتناثر على الأماكن التي تمر منها الذي يمكن ملاحظته بسهولة.
وقد عرضت بعض المحلات قططا للبيع بدون زغب بثمن باهظ، على أساس أنها لا تسبب الحساسية. لكنها مثل القطط العادية تسبب هذا المرض لأصحابها، مما يدل على أن هذا الاعتقاد خاطئ، و لا علاقة لزغب القطط بالحساسية ضد القطط.
السبب الحقيقي وراء هذه الحساسية هو مادة بروتينية تسمى Fel d1 التي تفرزها الغدد الدهنية الجلدية، والغدد اللعابية بنسبة أقل، و توجد أيضا في الفضلات الصلبة والسائلة للقطط. والمعروف لدى القطط أنها تهتم بنظافتها على طريقتها، حيث تنظف جسمها بلسانها فتترك اللعاب الذي يحتوي على هذا البروتين على شعر جسمها، و بعد ذلك ينتقل إلى الأفرشة، والملابس، و الغبار، كما يتطاير مع قشرة الجلد الميتة.
هذا البروتين لا تُعرَف وظيفته بالضبط لدى القطط، و يُفرز عند الذكور أكثر من الإناث و القطط الصغيرة، ويلتصق بالغبار، ويتطاير بسبب صغر حجمه ليصل إلى أماكن ابعد، و هذا ما يجعل دائرة تأثير حساسية القطط أكبر من تأثير الحساسية المرتبطة بالكلاب، القراديات التي تنتج بروتينات أكبر حجما أي أثقل وزنا و أقل انتشارا.
و للتخفيف من انتشار هذه البروتينات يستحسن غسل القطط أسبوعيا، وتركها تمضي وقتا أكثرفي الخارج ، وكذا معالجتها من الطفيليات للتقليل من حكها لجلدها حتى لا تتناثر قشرتها أكثر…
و للإشارة، فالحساسية خلل في عمل جهاز المناعة، بحيث يحارب الجهاز المناعي بشكل مفرط مواد و أجساما لا تشكل خطرا على الجسم. و تتم الحساسية عبر مرحلتين :
المرحلة الأولى : عندما تدخل المادة المسببة للحساسية (مثل بروتين Fel d1) للمرة الأولى يحدث تنشيط للجهاز المناعي، تكون نتيجته إفراز مضادات الأجسام IgE التي تسبب الحساسية، عوض إنتاج مضادات الأجسام IgG التي ينتجها الأشخاص غير مصابين بالحساسية، فينتشرIgE في أنحاء الجسم، ويرتبط بخلايا تسمى الخلايا البدينة الموجودة في الجلد والأغشية المخاطية.
و تعتبر الخلايا البدينة في الظروف العادية بمثابة جهاز إنذار، بحيث تفرز مواد كيميائية (الهيستامين على الخصوص) فقط عندما يلمسها جسم غريب كجرثوم مثلا، فتستدعى الخلايا المناعية إلى مكان وجود هذا الجرثوم للقضاء عليه.
المرحلة الثانية : عندما تدخل المادة المسببة للحساسية، التي تسمى كذلك مُؤَرجا، للمرة الثانية، تلتصق بواسطة IgE على الخلايا البدينة التي تفرز الهيستامين بكثرة، ما يسبب أعراض الحساسية مثل العطاس، والسعال، وسيلان الأنف، وضيق المسالك الهوائية، وزيادة الإفرازات المخاطية و الحكة …