هل ارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة في الطقس الحار يجعلنا لا نشعر بالحر؟
ما الشيء المشترك بين رائد الفضاء و العروس و توم وولف ؟ إنهم يرتدون جميعا اللون الأبيض للحفاظ على حرارة جسمهم و تجنب الإحساس بالحر (ربما لا يكون هذا الشيء الوحيد المشترك بينهم) . على أي حال، إذا فكرنا على مستوى اللباس سنقول إنه: قماش فاتح اللون ومرح يجعل أشعة الشمس تنعكس بعيدا عن الجسم. الفكرة الشائعة هي أنك إذا لبست قماشا داكن اللون ستظل تشعر بالحر طوال اليوم لأنه يقوم بامتصاص الأشعة الشمسية ويمكن أن تتعرق جميع ملابسك، في حين أن ارتداء اللون الأبيض سيجعلك تشعر بالانتعاش لأنه يعكسها.
حسنا، ليس تماما. فهذا ما يبدو من الناحية النظرية، لكن هناك عوامل أخرى مؤثرة تفند هذه الأسطورة. دعونا نبدأ مع بعض البحوث الأكاديمية من مجلة “نيتشر” سنة 1980 بعنوان “لماذا يرتدي البدو رداء أسودا في الصحاري الحارة ؟”
في ورقة البحث هاته، قام الباحثون بتجربة استنتجوا من خلالها ميزان الطاقة ليروا كمية الحرارة التي امتُصَت والتي ضاعت لمتطوع يقف أمام الشمس في الصحراء في منتصف النهار وهو يرتدي رداء بدو أسود اللون مرة، وأبيض اللون مرة أخرى.
وكانت النتائج واضحة كما جاء في التقرير: “إن كمية الحرارة التي اكتسبها الشخص البدوي تبقى ثابتة سواء ارتدى رداء أسود أو أبيض. فقد فُقدت كمية الحرارة الإضافية الممتصة من طرف الرداء الأسود قبل أن تصل إلى الجلد.”
لاحظ العلماء أن أردية البدو واسعة وفضفاضة، فعملية التبريد تحدث في الداخل عن طريق الحمل الحراري وذلك من خلال انتفاخ الرداء عند وجود مهب للريح، أو تطبيق لتأثير المدخنة فيرتفع الهواء بين الرداء والجلد، وهكذا أثبت بشكل قاطع أن الجلباب البدوي الأسود هو بارد مثل أي لون آخر.
المصادر: كيف تعمل الأشياء ، مجلة نيتشر ، الغارديان