أعلنت شركة الكهرباء ” Genesis Energy “بنيوزيلندا أنها ستوقف آخر محطتين للطاقة تعملان بالفحم في ديسمبر 2018 . يعد هذا القرار خطوة جريئة نحو أهداف البلاد المسطرة و التي تتوقع استعمال 90 في المئة من الطاقة المتجددة لتلبية حاجياتها الطاقية بحلول عام 2025.
و هذا يعني أن نيوزيلاندا لن تحرق المزيد من الفحم لتوليد الكهرباء ، باستثناء عدد قليل من المحطات الكهربائية الصغيرة. و تكون بهذا قد توقفت عن ضخ حوالي 1600 كيلوطن من ثنائي أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في غضون ثلاث سنوات.
يجب الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من الطاقة في نيوزيلندا تأتي من الطاقة الحرارية الأرضية، والطاقة المائية، والغاز الطبيعي، والتخلي عن الفحم لا يمثل صفقة كبيرة بالمقارنة مع دول أخرى كأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن مع ذلك تظل هذه الخطوة مهمة نحو عالم لم يعد يعتبر فيه حرق الفحم الطريقة الأرخص والأكثرفاعلية لتوليد الكهرباء.
ما هو رائع حقا هو أنه تم اتخاذ هذا القرار من قبل Genesis Energy على أساس الأرباح فقط، وليس نتيجة للتشريعات الحكومية الجديدة. على الرغم من أنه سيكون من الجميل أن نرى الحكومات تجبر محطات الطاقة التي تعمل بالفحم على الإغلاق، لكن الحقيقة أن هذه المحطات لم يعد لها مهدف مادي.
في الواقع، يقدر الرئيس التنفيذي للشركة ألبرت برانتلي في بيان صحفي أن هذا القرار سيوفر ما بين 13 إلى 16.5 مليون دولار أمريكي كل عام و ذلك من خلال عدم تشغيل المولدات الكهربائية التي تعمل بالفحم. وتقع هاتان المحطتان في وايكاتو في الجزيرة الشمالية للبلاد و يٌرتقلب الاستمرار في تشغيلهما باستعمال الغاز الطبيعي في المستقبل.
خلال عام و نصف، تمكنت نيوزيلندا من رفع نسبة كمية الكهرباء المننتَجة من الطاقة المتجددة، مع ما يقرب 80 في المئة من احتياجاتها من الكهرباء عام 2014 وذلك بفضل التطور الكبير الذي تعرفه الطاقة الحرارية الأرضية. وبالمقارنة، فإن بلدان OECD تحصل على 22 في المائة من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.
كل ما نحتاجه هو أن نحذوا حذو نيوزيلندا، ونبدأ في الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة الآن، بمعنى أن نعطي أهمية للبيئة، لإنها لا تزال خطوة ذكية للاستتثمار.
مصدر ; sciencealert