خذ أحداثا من الماضي، ابن نموذجا احصائيا, ثم تنبأ بالمستقبل. ماذا لو طبقنا هذه المعادلة على الروايات؟ أيمكن التنبؤ بمحتوى الكتب المستقبلية اعتمادا فقط على بيانات الكتب الحالية؟
إعداد : مونة غالمي/مراجعة : الحسين اطركي
نقلا عن مدونة The Physics arXiv Blog أخذ “ريتشارد فالي” من جامعة “كانتربري” في نيوزلندا على عاتقه تحدي التنبؤ بمحتوى الرواية التي لم تنشر بعد ، رواية “أغنية الجليد والنار” تأليف “جورج مارتن”، والتي تم اعتمادها لانتاج السلسلة التلفزية الشهيرة “لعبة العروش” Game of thrones . تتكون هذه السلسلة من خمسة كتب، وكتابين آخرين مرتقبين. وقد وجب تحذير كل من لم يقرأ الكتب الخمس الأولى لأن هذه الدراسة قد تفسد الاحداث لكل من لم يتمم قراءتها .
يروى كل فصل من هذه الكتب من وجهة نظر احدى الشخصيات، وقد أسند هذا الدور الى 24 شخصية الى الآن، هذا المنهج الذي اتبعه فالي يعتمد على توزيع الشخصيات في الكتب الخمسة من أجل التنبؤ بتوزيع الروايات القادمة.
بعد وضع النموذج، يستخدم” فالي” برنامج حاسوب للعثور على المتغيرات التي تلائم المعطيات، ثم يستخدم النموذج ليحصل على احتمالات توزيع الفصول حسب الشخصية التي ستأخذ دور البطولة في الكتابين السادس والسابع، ما ينتج تنبؤات حول شخصيات من غير المحتمل أن تأخذ دور البطولة في أي فصل، وكذا الشخصيات التي من المرجح أن تتوفى . مقالة “فالي” المقدمة الى المدونة والتي تحمل عنوان “تنبؤات بايز” Baysian prediction لرياح الشتاء، يصفها صاحبها على أنها تنبؤات تهدف الى تحديد عدد الفصول التي تروى من وجهة نظر كل شخصية في الكتابين التاليين من رواية “جورج ر ر مارتن” , أغنية الجليد و النار، عبر تركيب نموذج تأثير عشوائي random effects model مع وجهات النظر المصفوفة في الفصول السابقة وذلك باستخدام الاستدلال البايزي. هناك أيضا تحذير بافساد الاحداث على القراء الذين لم ينهوا بعد قراءة الكتب الخمسة الاولى , حيث سيتم الافصاح عن أحداث رئيسية عديدة ذكرت فيها .
وقد اعترف “فالي”، وهو محاضر في قسم الاحصاء بجامعة كانتربر، بمجموعة من نقاط الضعف التي تجتاح نموذجه؛ كاعتماده على معطيات قليلة وكذا احتمال ظهور شخصية جديدة . الا أن روبن كاوامي من صحيفة وول ستريت قام باقتباس مقولة فالي الذي يقول أن لعبة العروش لا يمكن التنبؤ بها باستخدام الاحصاءات، و أن نموذجه قد يعتبر تحليلا ظريفا للبيانات فقط.